المشاهد في سورة يوسف
بقلم هاني مراد
ترسم السورة لوحة كبيرة تُعرض في مشاهد متوالية.
ونلحظ براعة الاستهلال في تلخيص السورة للقصة كلها في آية واحدة، هي آية الرؤيا، وهي أول المشاهد.
وفي مطلع السورة، ينتقل المشهد من حديث الأبناء بعضهم بعضا، إلى مشهد خطاب أبيهم، مباشرة، ثم ينتقل المشهد من جريمتهم إلى الأسر.
وفي قوله: “ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ (81) وَاسْأَلْ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ”، نلحظ تحول الخطاب بين الأبناء، إلى حديث مباشر موجه إلى يعقوب ورده عليهم، فانتقلت السورة من مشهد إلى مشهد، ومن مكان إلى مكان، ومن خطاب إلى خطاب، ومن زمن إلى زمن، ومن حال إلى حال، دون أي فواصل زمنية!
وتتوالى المشاهد المتتابعة في سلاسل؛ فتحوي سلسلة مشهد المراودة، ومشهد اكتشاف السيد، وشهادة الشاهد، ثم مشهد النسوة.
وتبدأ سلسلة أخرى من المشاهد، من مشهد السجن، والرؤى فيه، وتفسير هذه الرؤى، ودعوة يوسف لأصحاب السجن، وتنتهي بخروجه بعد تأويل رؤيا الملك، وثبوت براءته.
ثم تبدأ سلسلة مشاهد يوسف وإخوته بعد أن مكن الله له في الأرض.
وتضم السلسلة الأخيرة مشاهد لقاء يوسف وأبيه، وتختم بمشهد الدعاء، قبل أن تختتم السورة بسرد العبر والدروس.
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com