الكولا والبيبسي موضوع لا ينتهي
كل فترة تجد التحذيرات من المشروبات الكولا والبيبسي تخرج إلينا من شخص نسي أنه لم يحذرنا منهما من قبل وفي الحقيقة مع احترامي لهذه الأشخاص إلا أن خطر هذه المشروبات في حقيقته أبسط من كل ما يتم تداوله خلال الإنترنت.
هناك من لا يعبأ بهذه التحذيرات ولو كان ينشرها لأنه يتعامل معها مثل السجائر بلا مبالاة فحياته به الكثير من العادات السلبية ولم يتأثر بمعرفته بسلبيتها، وآخرين اعتبروا أن هذه المواد سم قاتل ويتعبون من معهم بهذه القناعة ولكن المشكلة أنهم بذلك يحرمون ما أحل الله، ومن الطبيعي أن الإفراط في أي أطعمة أو مشروبات ضار مهما كان المشروب صحي.
هنا أود أن أعطيكم معلومات علمية عن محتوى المشروبات الغازية بشكل متوازن لمعرفة الحقيقة وتلافي الأضرار بشكل عملي بدلا من الانقياد وراء الشائعات.
بداية، البيبسي والكولا مميزون عن بقية المشروبات الغازية بإضافة الكافيين ومادة تسمى حمض الفسفوريك، أما بقية المشروبات الغازية فتشترك في كمية السكر، والصودا أو الماء المكربن الذي ليس له أي أثر.
الكافيين قد يؤدي إلى الأرق عند تناول البيبسي والكولا ليلا.
السكر كمياته كبيرة جدا بما يوازي 10 ملاعق سكر في 300 مللتر أي الزجاجة المتوسطة التي يشربها الفرد. هذه الكمية تعطي عدد من السعرات الحرارية دون استفادة غذائية حقيقية من المنتج فتساعد على السمنة، وقد كان من الأوفق شرب كوب أو اثنين من العصائر الفريش التي يتم تحضيرها في البيت فيكون فيها فيتامينات وألياف ومواد أخرى مفيدة، ولو كانت بنفس كمية السكر التي احتوتها علبة البيبسي ولكنها تزيد عليها أنها تعطي شعورا بالشبع لفترة ومغذية.
الماء المكربن أو الصودا هو ثاني أكسيد الكربون في صورة غازية مذاب في المحلول السكري.
حمض الفوسفوريك يستخدم في الأسمدة وعلف الماشية والصابون وتلميع المعادن والأصباغ والعديد من المنتجات غير الغذائية الأخرى. ويضاف حمض الفوسفوريك إلى المشروبات الغازية لإضفاء طعم أكثر حدة وللمساعدة في إبطاء نمو العفن والباكتيريا في المحلول السكري.
حمض الفوسفوريك الذي يضاف للمياه الغذائية يعد بكميات قليلة جدا لكنه يحولها إلى مشروبات أكثر حامضية من الليمون، ولذا فإن إضافة الكميات الكبيرة من السكر هي بغرض معادلة هذه الحدة والحامضية في الطعم وإخفائها.
حمض الفوسفوريك هو الذي يجعل البيبسي والكولا لها قدرة على تلميع المعادن ولكن ليس معنى ذلك أنها تأكل جسم الإنسان من الداخل كما يروج البعض، ولكنها مادة كيميائية لها تفاعل مع تأكسد المعادن.
ومما لاشك فيه أن تناول البيبسي والكولا خاصة مرتبط بشكل مباشر بنقص الكالسيوم، ويمكن للإنسان أن يلاحظ ذلك ببساطة إذا أكثر من هذه المشروبات، حيث سيصاب بعدها بعدة ساعات بكرامب (شد عضلي) في العضلات وهو علامة واضحة على نقص الكالسيوم في الدم.
أي أن العلاقة بين هذين المشروبين والكالسيوم علاقة واضحة لا شك فيها ولكن هناك عدة نظريتين تفسر كيف يحدث ذلك.
النظرية الأولى: أن حمض الفسفوريك يزيد من حموضة الدم مما يستدعي الجسم إلى معادلة هذه الحموضة فيخرج الكالسيوم من العظم ليزيد قلويته.
النظرية الثانية: هي أن زيادة كمية الفوسفور التي يتم تناولها نسبة إلى الكالسيوم تؤدي إلى زيادة إفراز الكالسيوم من العظم، ومن المعروف أن الفسفور يحتاج نسبة معادلة من الكالسيوم كي يُمتص في الجسم دون مشكلة ولكن مع غياب الكالسيوم الخارجي يعادل الجسم كمية الفسفور التي تم امتصاصها بإفراز الكالسيوم من العظم، لذا فإن الحرص على تناول الكالسيوم عند الإفراط من شرب البيبسي والكولا يوقف هذا التأثير الضار.
ومن الممكن أن نقول أن كلا النظريتين صحيحتين ويعملان معا
هناك تأثيرات أخرى متفرقة مثل: الحامضية الشديدة للمشروبات الغازية تؤدي مع كثرة تناولها إلى تآكل الأسنان، الإرتجاع بسبب انتفاج البطن نتيجة للغازات فيؤذي المرئ مع الوقت.
آثار المشروبات الغازية اختصارا:
– سمنة
– هشاشة عظام
وأقل حدة
– تآكل الأسنان
– ضرر بالمرئ