قواعد غذائية فاصلة في القرآن
ثلاثة قواعد من القرآن تحسم في نظري كثير من قضايا التغذية التي تحيرنا وتجعلنا نتابع الأبحاث ونقلب في قنوات التليفزيون في قلق بحثا عن ما يريح بالنا بشأن هذا الموضوع.
القاعدة الأولى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ – 172 (البقرة)
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ – 4 (المائدة)
آيات كثيرة أخرى بنفس المعنى توضح أن كل ما هو حلال هو طعام طيب ليس فيه شيئ وما حُرم علينا هو الخطر الحقيقي على صحتنا.
ثم نجد آية أخرى تأتي لتعطينا قاعدة ثانية تنهى عن تحريم ما حلل الله
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ – 87 سورة (المائدة)
ولنفهم معنى الآية في حياتنا هناك حقائق عن الطعام تكشفت مؤخرا تجعلنا نعيد النظر في كثير من عاداتنا ومفاهيمنا الغذائية، ففي وقت غير بعيد كان الناس يتداولون النصائح بشأن البعد عن تناول البيض لأن الأطباء حذروا من أنه ضار بالصحة وأن بيضة واحدة في الأسبوع هي أقصى حد مسموح له، ثم ظهر علينا بحث منذ عامين يجزم بأن البيض ليس له أي أضرار بل إنه مفيد جدا للجسم وأنه ليس هناك حد أقصى لتناوله.
وفي الحقيقة هذه هي النتيجة الطبيعية للاستسلام لأقوال باحثين غربيين ليس لديهم مرجع يضعهم على طريق بحثي محدد، فهم لا يستندون إلى المعطيات التي جاءت في القرآن والسنة، وسأستطرد في هذا الموضوع لاحقا إن شاء الله.
هنا وجب التنبيه أنه في الحالات المرضية طبيعي جدا أن يتم منع بعض الأغذية التي تتعارض مع صحة المريض نظرا لفقدان جسمه لأحد وظائفه لكن حديثنا هنا عن الجسد السليم.
وعلى الرغم من أن ما أحل لنا من الطعام ليس فيه أي مشكلة ولكن جاءت آية أخرى لتقيد الحلال وتنهى عن الإسراف فيه وبذلك تضع قاعدة ثالثة تنظم ما سبق.
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ – 31 (الأعراف)
السكر والملح والزيت والزبد والسمن وكل ما يشكك فيه الأطباء هو حلال ولكن – وضع تحت “لكن” مائة خط – قيده الإسراف، بمعنى: كل ما يعجبك من الحلال ولكن لا تسرف فيه.
احدى صديقاتي كانت تستنكر عليّ هذا القول وتعجبت قائلة: “يعني آكل أي حاجة”، قالتها بعينين يملأهما النهم، فقلت لها: “يعني لو اشتريت لك تورتة كلي منها مش تاكليها كلها”.
تعليق واحد