حب النبيّ للسيدة فاطمة
الأبوة مشاعر دافئة تعيش بين جوانح الآباء، ولكن القليل من الآباء من يعرف كيف يعبر عن حبه لبنيه، وأقل من ذلك: أولئك الذين يعرفون كيف يعبّرون عن مشاعرهم لبناتهم بوجه خاص.
كان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا يحتذى به في التعامل مع بناته، وكان يحب فاطمة ابنته رضي الله عنها حبا جما، فيقوم لها إذا دخلت عليه، ويقبّلها ويجلسها في مجلسه.
تقول عائشة رضي الله عنها: “ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة. وكانت إذا دخلت عليه، قام إليها، فقبّلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به.” (رواه مسلم).
وكان من حبه لها صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يخرج من المدينة مسافرا حتي يرى فاطمة، ويكون آخر عهده بالمدينة رؤية وجهها الكريم. وحين يعود إلى المدينة، يكون أول عهده المسجد، فيصلي به ركعتين، ثم يذهب إليها متشوقا وقلبه مملوء بالاشتياق لها.
الحب بين فاطمة والنبي، كان حبا أبويا عظيما. فها هو النبي لم يطق فراق فاطمة حين تقدّم إليها علي بن أبي طالب، طالبا الزواج منها، فبحث عن وسيلة لتكون إلى جواره. وكم كانت فرحة النبي حين وجد أحد الصحابة مسكنا لفاطمة قريبا من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
درس عمليّ آخر في الحبّ من محبّ البشرية الأكرم!
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
موقع: www.hanymourad.com
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com