القبول بالأمر الواقع
في رأيي، من يريد أن يصل إلى وزن مثالي عليه أولا أن ينظر إلى نفسه في المرآة ويقبل صورته كما هي، قبولا مريحا هادئا، وأن يضع في اعتباره أن طموحه في وزن أفضل ليس رفضا لحالته ولكن تحسينا لها.
وفي الحقيقة أن الإنسان بالفعل ليس وزنا ولا يشكل وزنه الكثير من حياته فالإنسان في حقيقته عقل وقلب وتقوى وعمل وحياة مليئة بالكثير والكثير من العناصر والوزن هو مجرد جزء من عنصر الصحة.
والحقيقة أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في تشويه صورة الذات عند كثير ممن يعانون من السمنة فيسخروا منهم ويظهروا أجسادا نحيلة ويعظمون فيها على الرغم من أن هذه الأجساد النحيلة تسبب أمراضا عديدة لصاحبها أحدها هشاشة العظام. والإعلام لا يصور حقائق ولكن يصور ما يريده كبار قادة الإعلام تصويره.
هناك إنسان يعاني من السمنة ومثقف أو عالم وناجح في حياته العملية ومحب لأسرته وحريص عليهم. السمنة لا تعيق العلم ولا الإجتهاد ولا الدين ولا الرحمة ولا كل الصفات الطيبة التي تملأ نفس مؤمنة. كما لن يدخل النار أحد لأنه يعاني من السمنة، ولكن التخلص من السمنة قد يعين الإنسان على عمل الخير بحرية أكثر.
وعلى الشخص الذي يعاني من السمنة أن يفهم أن رفضه لنفسه بهذا الحال يجعله في عداء معها وفي حالة توتر مستمر مما يضع المخ في حالة تأهب وترقب قد تزيد من الرغبة في الأكل أو تضعه في حالة عقاب للذات مثلا عند الشعور بالذنب لعدم اتباع النظام بشكل منضبط مما يكون له نفس النتيجة، كذلك صراعات داخلية أخرى ملخصها أن القوة التي تعيق الإنسان عن خفض وزنه تاتي من داخله وحلها جميعا قبول الأمر الواقع، وهذا هو أول الطريق لوزن مثالي.