نظرة ناقدة للمجتمع المسلم

بقلم هاني مراد

أشاهد وجوه المسلمين، وأرى حالهم في البيوت والطرقات.. في المطاعم والمتنزهات.. وأشاهدهم يسيرون ويقودون.. يبيعون ويشترون.. يصمتون ويصيحون.. يعملون ويسمرون.. فأتساءل: ما هذا؟

ما هذا البؤس تبدو مسحته كالحة على الوجوه؟ ما هذا الطمع الذي لا يعرف الحدود؟ ما هذا التكالب على الدنيا في كل كلمة وحركة.. في كل سكنة وهمسة!

ما هذا الجشع؟ ما هذا الكسل؟ ما هذه البشاعة؟

أين الأخلاق؟ أين الحب؟ أين نور صلاة الصباح على الوجوه؟ أين الإيثار؟ أين التضحية؟ أين الوفاء؟ أين اختفت المروءة؟ أين الإنسان؟

إن ما ابتلى المسلمون به أنفسهم من انحطاط أخلاقي، أضاف انحطاطا على انحطاطهم العلمي والفكري!

ما هذا التدخين الذي يكتم الأنفاس في كل مكان؟ ما هذه الأفراح تعج بالراقصات والخمور؟ وما هذه المقاهي تعج بالعاطلين البائسين؟ ما هذه السمنة التي يعانون منها وهم أفقر الشعوب؟ ما هذا البطن الذي يصحب كلا منهم وكأنه هدف حياته، يحركه أينما ذهب؟

ما علاقة تلك المشاهد المخزية بما يجب أن يكون عليه المسلمون من حب وتواد.. من عطاء وإيثار.. من شفقة وعطف.. من حركة وعمل؟

فعندما نسي المسلمون رسالتهم، هانت أولاهم، وأضاعوا أخراهم! وعندما شقي المسلمون، درست معالمهم، واندثرت آخر رسالة من رب السماء إلى أهل الأرض! وانحط العالم بانحطاطهم!

لقد أصبح المسلمون جثة هامدة، لا يؤثر فيها احتلال بلادهم بلدا تلو الآخر، ولا يفيقها ضنك العيش أو قلة ذات اليد!

ما أحوج المسلمين إلى ثورة على ذاتهم! ثورة على ما قتلهم من شهوات وأطماع نفوسهم!