كٌل وأنت مستريح الضمير
كبرت على إعلام اقنعني أن كل ما نطبخه هو طعام ليس له أي فائدة وأصبحت أشعر أنني كي أحصل على أكبر فائدة من الغذاء فعلي أن آكل جميع أنواع الخضار الذي نطبخه بدون طبخ أو مسلوق بسيط. بمعنى أن الطعام كي يصبح مفيدا يجب أن أشعر أنني في حالة إعياء وأنا آكله – وأن الأكل الصحي هو أكل المستشفيات الذي غالبا ترميه – أما التسبيك والمأكولات الشهية فهي رجس من عمل الشيطان وكنت كلما أكلت طعاما مطبوخا بشكل طبيعي يصيبني إحباط وكلما أكلت السلطات شعرت بالحماس، ثم وصلتني معلومة أن السلطة يجب تقطيعها قطع كبيرة لأنها تتأكسد عند التقطيع.
أصبحت حياتي جحيما خاصة وأنا من النوع الذي أحب أن آكل طعام مفيد وشهي.
دخلت كلية العلوم وتعلمت أساسيات التغذية ثم عملت في عدة مجالات وبدأت الأبحاث العلمية الأجنبية تظهر أمام عيني وبعد فترة أصبحت تشكل معادلة تظهر لي بوضوح شديد وهو أن كل ما كما نعرفه هو شئ ليس له معنى وأن الأمر ليس كما سمعنا.
كيف؟؟؟
تأتي الأبحاث لتخبرك عن جانب واحد فقط لأن الذي يقوم بالبحث لا يتعامل مع التغذية بشكل عام ولكن يقوم بالبحث على عنصر واحد فقط مثل جميع الأبحاث والصحفي الذي ينقل لا يعرف ماذا ينشر وكيف ينشره لأنه غير متخصص وأحيانا يكون متخصص ولكن يرى أن الأخبار العلمية الجدلية تبيع الصحيفة بشكل أفضل.
ودعونا نأخذ مثال “الفيتامين سي” الذي وصل الإعلام أن قال أن حتى تقشير البرتقال يضر به كما أن الثمرة الذابلة يتفكك منها هذا الفيتامين، هذا بداية، ولم ندخل في مسألة العصر والتقليب.
الفيتامين سي لمن لا يعرفه هو مادة كيميائية غير مستقرة على الإطلاق ولكننا كنا نحلله في عصير البرتقال في المعمل فتخرج نسبته من 70 إلى 80 % أي ظل ثابتا أثناء العصر وقد تقل نسبته عند إضافة السكر بسبب التقليب، ولكنني حين تأملت في هذا الأمر وجدت أن ربما خلقه الله هكذا لأن زيادته ثبت ضررها فعلا لذا حفظنا الله بأن خلقها مادة غير ثابتة حتى لا تأخذ منها إلا ما ينفعك.
في مثال البرتقال أود أن أوضح شئ هام وهو أن الموالح بصفة عامة تحتوي على أملاح معدنية وفيتامينات أكثر بكثير من الفيتامين سي المأسوف عليه. بل إن جميع الأغذية الطبيعية تحتوي على كميات من المواد التي تفيد الجسم منها ما يتحمل الحرارة والكبخ ومنها ما لا يتحملها ومنها ما لا يخرج منها إلا بالحرارة.
آخر جملة “منها ما لا يخرج إلا بالحرارة” أذهلتني حين سمعتها وقد سمعتها من د. جميل الدويك الذي أثق فيه كثيرا. كان يشرح كيف أن الطماطم (وكثير من الخضروات الأخرى مثل الثوم) حين نأكلها في السلطة طازجة دون طهي لا تستطيع العصارة الهضمية التي في معدتنا تفكيك خلاياها التي تحتوي على مواد أخرى من أهم تأثيرها أنها تحمي الجسم من السرطانات، لذا فإن طبخها وتسبيكها ولو أنه يضيع بعض فوائدها إلا أنه يساعد على إخراج مواد أخرى ذات فائدة أخرى.
مسألة تقطيع السلطة لأحجام كبيرة وضياع فوائدها بسبب ذلك الحقيقة أنها لا تعطي الحقيقة كاملة لأن مرة أخرى البحث الذي تم لم يُعنَى بكل فوائد خضروات السلطة ولكنه يركز على 1% من ما تحتويه، أي أنك في النهاية استفدت من معظم فوائد الثمرة.
وهناك مبدأ هو أن كلما زادت مساحة التعرض كلما زادت كمية الامتصاص وكلما قطعت ألياف الخضروات كلما سهلت الهضم. مثل الفول المدمس الذي يصبح أسهل في الهضم إذا قطعت قشرته حين تضعه في الخلاط بعد التدميس.
ببساطة: مكعب 5 سم3 مساحته أقل من أن نقطعه إلى 5 مكعبات 1سم3 . إذن هضم ال5 مكعبات أسهل والاستفادة منها أكثر من المكعب الكبير. كذلك في البهارات تجد أن امتصاص المواد من داخل البهارات المطحونة جيدا أفضل من تلك الخشنة.
وفي النهاية تتضح الصورة
حين تطبخ أكلتك تستفيد من الطبخ وتستفيد من السلطة ولست محتاجا لطعام المستشفيات كي تستفيد من غذاءك، وهو المبدأ الذي اكتشفته بعد طول تأمل.
اطبخ وكُل وأنت مستريح الضمير
aahh maybe…