كيف تعرف أن ما تقرأه على النت موثوق به
قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب والمواقع العربية المختلفة كوسيلة للوصول للأخبار والمعلومات في جميع المجالات، لم يكن هناك حاجة لنشر المعلومات التي سأقولها، فقد كانت تخص الإعلاميين المتخصصين فقط، ولكن في ظل هذا الكم الهائل من الإعلام المفتوح أصبح على كل شخص معرفة كيف يبحث عن المعلومة الصحيحة وكيف يفهم المصدر وكيف يستطيع بنظرة سريعة أن يعرف ما يجب أخذه وما وجب عليه أن يبتعد عنه.
هذا الموضوع للقاريء العادي والمتخصص على حد سواء، وربما يجد القارئ العادي فيه مشقة لكن المشكلة أن معظم الناس أصبح يأخذ أخباره من مصادر مضللة حتى عندما أفتح صفحة الفيسبوك اضطر لوضع تعليق عند كثير من الأصدقاء ليعرفوا أن ما نقلوه مضلل وليس حقيقي.
المعلومة الحقيقية يجب أن تخرج من مصدر حقيقي وتكون منطقية وصحيحة علميا بحسب المجال سواء اقتصادي أو سياسي أو اجتماعي أو علمي لذا على كل ناقل للمعلومات أو الأخبار مراعاة التالي:
- معلومات كثيرة يتم نقلها بناءا على كلام مرسل ليس له أصل ومكتوب عليه إسم الله أعلم هل هذا الإسم موجود بالفعل أم وهمي، لذا أي منشورات مكتوبة ككلام مرسل بدون هوية 99% باطل ومضلل.
- إذا كان هناك هوية لشخص ما وراء المعلومة فيمكن عمل بحث على هذا الشخص لمعرفة نشاطه وأفكاره وتوجهاته الفكرية لنفهم طبيعة تفكير هذا الشخص وهل نأخذ منه وهل هو مثير للجدل أم لا وما هي الردود عليه، قد لا نستطع أن نحكم على معلومته ومدى صحتها بشكل كامل ولكن على أقل تقدير قد نضعها في اعتبارنا إلى أن يثبتها منشور آخر أو يثبت عكسها.
- عند البحث عن تخصص شخص ما، أنت لا تضع السي في الخاص به أمامك وتقارن الشهادات لأن كثير من الناس حصل على أرقى الشهادات ولا يفهم شيئا في مجاله لأسباب كثيرة قد أفصلها في موضوعات أخرى، ولكن عليك أن تتأكد أن هذا الشخص على أقل تقدير متخصص فيما يقول وأن نشاطه يدل على فهمه شواء من موضوعات كتبها أو فيديوهات قام بها. لذا عليك البحث عنه وعن آراؤه وعليك مراجعة ما قاله الناس عنه بالإيجاب والسلب وتقييم هذه المعلومات للوصول إلى حقيقة المعلومات التي تخرج من هذا الشخص.
- عند النقل من موقع يجب أن يذهب المتصفح إلى من نحن أو نبذة عن الكاتب أو ما إلى ذلك لمعرفة من الذي أسس الموقع وأين يقع وما هو هدفه وإلى أي تيار ينتمي.
- إذا لم يتم التأكد من ذلك فيمكن الذهاب إلى “اتصل بنا” لمعرفة البلد التي تم نشر الموقع منها من أرقام التليفونات وكود البلد.
- إن غابت هذه المعلومات فإن هذا الموقع مجهول ولا أحد محترم يترك موقعه مجهولا ولا يستطيع المتصفح معرفة أوله من آخره.
- لمعرفة المزيد عن الموقع أو صاحبه يمكن وضع اسم الموقع في محركات البحث لتصفح أي تعليقات أو ملاحظات قيلت عن الموقع ومعلومات عن صاحب الموقع أو ظروف اصداره أو المشاكل العلمية والتحريرية التي به وما إلى ذلك.
- تعتمد كثير من المواقع غير المهنية على عناوين جذابة جدا في أي مجال بغض النظر عن حقيقة هذه العناوين ومصادرها لمجرد جذب أكبر عدد من الزوار والاستفادة الإعلانية. قد تكون هذه العناوين وراءها مضمون كاذب أو مضلل أو من مصادر غير موثوق بها أو لا تحمل وراءها مضمون العنوان على الإطلاق أو لا يوجد من الأساس مضمون وراءها إلا مجرد عنوان.
- لذا فعليك قبل أن تقوم بعمل مشاركة للخبر قراءة بقيته وعدم الاعتماد على العنوان لأن هناك كثير من المواقع التي قامت مؤخرا اعتمادا على عناوين جذابة ثم لا تجد فيها إلا إعلانات أو فيروسات أو ترمي ملفات تجسس على جهازك. عند الدخول على الخبر للتأكد منه إذا وجدت إعلانات دون مضمون فاخرج فورا ولا تبحث عن الخبر بالجري وراء الروابط من صفحة لصفحة، لأن المواقع المحترمة ذات المضمون تضع إعلانات ولكنها لا تفرضها عليك ولا تخفي عنك المضمون لتستدرجك في تصفح ما لا تريد.
- يمكن معرفة توجه الموقع بتصفح نوعية الأخبار التي يضعها وذلك بقراءة عناوين الأخبار المتاحة في العمود الجانبي أو الذهاب للصفحة الرئيسية والنظر إليها سريعا. قد تجد مثلا عناوين لموضوعات عن فضائح الفنانات أو أخبار مضللة أو كاذبة ذات عناوين براقة أو كمية من الأخبار تشير إلى توجه معين للجريدة أو تخدم قضايا معينة وما إلى ذلك وستعرف وقتها توجه الموقع وستفهم هل تأخذ الأخبار على محمل الجد أم أن الجريدة هي مصدر إشاعات وفضائح.
- إذا وجدت رابطا مباشرا للخبر وأن العنوان بالفعل يتفق مع المضمون فعليك أن تتأكد من المضمون خاصة لو كان طبيا، وخاصة لو كان تحت عنوان علاج سحري لمرض ما، كما حدث مع مسألة فيتامين ب17 الذي يعالج السرطان واتضح أن الموضوع كله مجرد تجاوز للإعلام الإنجليزي انتقل للإعلام العربي بسهولة دون أن يفهم أحد أي شئ عن التفاصيل ومجرد وجود رابط لخبر باللغة الإنجليزية كان كافيا لانتشار هذا الخبر الكاذب، ولمعرفة الحقيقة يرجى زيارة الموضوع من هذا الرابط.
- هناك صفحات على الفيسبوك ومواقع باسم أطباء ولكن مضمون الموقع ليس موثوقا به لأن الكثير من هؤلاء الأطباء قد لا يكون ممارسا بالفعل ووجد غايته في النزول على النت أو أنه مشغول وترك الموقع والصفحة لغير المتخصص أو أنه قد يتفاعل مع الأخبار التي تأتي من العالم بمفهوم غير صحفي، فهو جيد في مجاله حين تأتيه الأخبار من مصادر موثوقة ولكنه لا يعرف كيف يتعامل مع المصادر المختلطة وكيف يفرز الأخبار المهنية من الكاذبة والمواقع المهنية من الكاذبة. أكبر مثال صارخ على الفارق بين الطبيب والطبيب الصحفي عدم قدرة كثير من الأطباء التعامل الصحيح مع إعلان “العلاج بالكفتة” مع العلم أن الأمور كانت واضحة لأي صحفي علمي متمرس في هذا المجال.
- الصحافة الطبية والعلمية مختلفة تماما عن ممارسة الطب أو العلوم فالتخصص الصحفي يعطي قدرة للطبيب أو العالم للنشر المهني وتناول موضوعات ذات مصداقية تهم القارئ وهو ما لا توفره له خبرته كطبيب.
- كثير من ناقلي الأخبار يعتقد أن النقل من مصدر أجنبي كافٍ ليكون مصدر موثوق به، لذا وضحت تفاصيل هذا الاعتقاد الخاطئ في هذا الموضوع.
- الأخبار العلمية عموما بها مشكلة وتحتاج إلى من يفهم كيف يقرأها ليعرف هل هي صالحة للنشر أم لا وقد أفردت موضوعا بهذا الصدد في هذا الرابط: كيف تقرأ الدراسة العلمية ، هذه التفاصيل توضح أن الصحفي العلمي يختلف عن الصحفي العادي في فهم وتنقية الأخبار العلمية المختلفة.
هذه الاجراءات قد تكون غير مريحة أو كثيرة أو معقدة ولكنك لن تقوم بها إلا مرة واحدة لمعرفة حقيقة الموقع الذي تنشر منه وبعد ذلك تكون متأكد من المصدر وإن جد جديد فتعود لهذه الطريقة لكن غالبا ما تقوم بها على فترات متباعدة للتأكد من أي جديد في مجال مصادر المعلومات.