في إصلاح والد الزوجة بينها وبين زوجها .. وكيف؟!!
بقلم الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
1558- حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ:
جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ علِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ: انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ، قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ، وَيَقُولُ: قُمْ أَبا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان
المؤلف: محمد فؤاد بن عبد الباقي (المتوفى: 1388هـ)
وفي رواية في صحيح البخاري
6280 – عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ بِهِ إِذَا دُعِيَ بِهَا، جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ، …..) الحديث
وفي صحيح مسلم
38 – (2409)عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ قَالَ: فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا قَالَ: فَأَبَى سَهْلٌ فَقَالَ لَهُ: أَمَّا إِذْ أَبَيْتَ فَقُلْ: لَعَنَ اللهُ أَبَا التُّرَابِ فَقَالَ سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي التُّرَابِ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ، لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ ….) الحديث
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا شرح فتح المنعم شرح صحيح مسلم
المؤلف: الأستاذ الدكتور موسى شاهين لاشين
(فأمره أن يشتم عليا) أي يسب عليا رضي الله عنه باسمه.
(فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب) أي حيث أبيت سبه باسمه، فسبه بكنيته “أبى التراب” ويلمحون بذلك إلى تنقيصه بهذه الكنية، فكان الرد عليهم:
(ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب، وإن كان ليفرح إذا دعي بها) وفي رواية “وما سماه أبا تراب إلا النبي صلى الله عليه وسلم “وأطلق كلمة “اسم” وأراد بها الكنية “وإن” في قوله “وإن كان ليفرح” مخففة من الثقيلة.
(أين ابن عمك) هو ابن عم أبيها، ففي هذا الإطلاق تجوز للاستعطاف.
(كان بيني وبينه شيء) أي من الخلاف والنقاش.
(فغاضبني فخرج) كان حقها أن تقول: فغاضبته، فخرج، لأنه هو الغضبان، ولكنها المرأة.
(فلم يقل عندي) “يقل” بفتح الياء وكسر القاف، من قال يقيل قيلولة، وهي النوم نصف النهار.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو؟ ) قال الحافظ ابن حجر: يظهر لي أنه سهل، راوي الحديث، لأنه لم يذكر أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم أحد، وللبخاري في الأدب “فقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد” فيحمل طلبه صلى الله عليه وسلم من سهل أن ينظر أين هو؟ أي في أي مكان هو من المسجد؟ .
(هو في المسجد راقد) عند الطبراني “فوجده مضطجعا في فيء الجدار” أي في ظل جدار المسجد داخله.
(فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه، ويقول: قم أبا تراب) أي كان ينام على جنبه الذي سقط عنه الرداء، ولاصق الأرض، فلصق به التراب، وخلص التراب إلى ظهره، فلما قعد رؤي التراب على هذا الجنب فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه هذا التراب ويقول له مداعبا مضاحكا: يا أبا التراب. يا أبا التراب. مرتين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يؤخذ من الحديث
جواز القائلة في المسجد.
وإطلاق ابن العم على أقارب الأب، لأنه ابن عم أبيها، وقال عنه “ابن عمك؟ “.
وفيه إرشادها إلى أن تخاطبه بذلك، لما فيه من الاستعطاف بذكر القرابة.
وفيه ممازحة المغضب بما لا يغضب منه وبما يحصل به تأنيسه.
وفيه التكنية بغير الولد.
وتكنية من له كنية.
والتلقيب بالكنية لمن لا يغضب.
ومداراة الصهر، وتسكين غضبه.
ودخول الوالد بيت ابنته، بغير إذن زوجها، حيث يعلم رضاه.
والله أعلم
الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا
مدير مجموعة سكن ومودة ورحمة على الفيسبوك
من موضوعات الكاتب:
- من أحكام غياب الرجل عن زوجته وسفره
- زوجة لا تردُّ يدَ لامس ماذا قال الرسول لزوجها؟
- اختلاف الزوجين واحتدام الشقاق بينهما بعد سن الأربعين
- هل يجب علي الرجل أن يُخْبِرَ زوجته إن أُتِيحَ له أن يتزوج بغيرها
- لمن يهتم بموضوع تعدد الزوجات قبولا أو رفضا
- في إصلاح والد الزوجة بينها وبين زوجها .. وكيف؟!!
- حكم الشرع لقيمة المهر والشبكة والسكن والعفش
- هوسة ارحمونا من التعدد