الكالسيوم
حين يكتب الطبيب لامرأة مسنة كالسيوم لأنها مصابة بهشاشة العظام ويرفق حبوب الكالسيوم بجملة أن عليها أن تتعرض للشمس وأن تتحرك أو تمشي قدر الإمكان، يتجاهل الجميع هذه النصائح وكأنها هي والعدم سواء وقد قابلت عدة سيدات مسنات كان لهن نفس رد الفعل وبعد أن شرحت لهن ولبناتهن أهمية الشمس والحركة بدأن يفكرن كيف يقمن بذلك.
يمتص الجسم الكالسيوم بمساعدة فيتامين د وقد يؤخذ الفيتامين عن طريق الفم ولكن الكم الأكبر المؤثر من الفيتامين يتكون في الجلد بعد تعرض الجسم للشمس أو بالتحديد الأشعة فوق بنفسجية. أي أن مهما أخذ الإنسان حبوب تحمل فيتامين د فتكون الفيتامين داخليا عن طريق التعرض للشمس هو الأهم.
أي أن تعرض الجسم للشمس حيوي جدا لعملية امتصاص الكالسيوم.
وليس معنى ذلك أن تلبس المرأة لبس غير شرعي وتجلس في الشمس حتى تشوي جلدها ولكن مجرد جلوسها في شعاع للشمس داخل بيتها أو السير بالزي الشرعي في الشارع في وقت مريح بالنهار أو بالغروب في الأوقات الحارة يأتي بنفس النتائج لأن الأشعة فوق بنفسجية هي الأهم وليس شعاع الشمس نفسه. ويمكن اختيار الوقت الذي تكون فيه الأشعة الفوق بنفسجية آمنة بهذا المؤشر ويمكن ملاحظة UV index وبجانبه أرقام وشرح هل الرقم منخفض أم متوسط أم عالي وذلك لتجنب التعرض للأشعة في فترة الإرتفاع الشديد ولو كانت درجات الحرارة معقولة حتى لا يسبب مشاكل جلدية.
بالنسبة للحركة فلها دور في تثبيت الكالسيوم داخل العظم وبدون الحركة سيستمر استنزاف العظم من الكالسيوم الذي بداخله دون تعويض. وفي حالة زيادة نسبة الكالسيوم دون حركة فمن الممكن أن يبدأ الكالسيوم في الترسب في الأنسجة والدخول في متاهات صحية ليس لها نهاية.
الرياضة هنا رياضة نسبية كما تحدثت من قبل فقد تكون الرياضة مجرد المشي في البيت أو على مشاية (treadmill) وفقا لقدرة المريضة.
من المهم معرفة أن الكالسيوم على هيئة عقاقير سواء الشرب أو الحبوب أو ما إلى ذلك يتعرض لإعاقة كبيرة في الامتصاص عند تعاطيه مع أي أكل أو مشروبات، لذلك يفضل تناوله بعد الأكل بساعتين أو أكثر وقبل النوم، بعكس الفيتامينات.
ركزت في حديثي عن المسنات من السيدات لعدة أسباب أولا لأنهن الأكثر تعرضا للهشاشة بعد سن الخمسين وتوقف هرمون الاستروجين وهم الأكثر احتياجا لمعرفة آلية عمل الكالسيوم ليكون دافعا لهن للإلتزام بنظام قد يكون صعبا وفقا لحالتهن الصحية.
نقص الكالسيوم قد يكون أول علاماته حدوث شد عضلي كما ذكرت من قبل