ملكش عندي غير روشتة
حين يخرج مريض من عند الطبيب يجد نفسه أمام روشتة قد لا يفهم أبعادها وتوقيتات وشروط تعاطي للدواء قد لا يفهم مغزاها وتجده بتلقائية يأخذ ببعض الإرشادات ويتجاهل البعض الآخر على حسب ما يتماشى معه، وقد ينسى أخد الدواء من الأصل لشعوره أن من غير المعقول أنه سيموت إن لم يأخذ الدواء بهذه الطريقة “المهم آخده وخلاص”.
وإن كنا نظن أن فئة معينة هي التي تقوم بذلك وهي غير المتعلمة فهذا ليس صحيحا هذه الجمل تراود عِلية القوم لأن الطبيب ببساطة شديدة لم يشرح أهمية هذا الدواء وأهمية توقيتاته.
قد يرد الأطباء بقولهم “أنا لو قعدت أشرح مش حأخلص”، وأرد بأن هذا الشرح هو جزء من واجبك الطبي نحو مريضك، أن تجعله يعي، لأنه حين يعي خطورة الموضوع سيلتزم أكثر من أن تعطيه إرشادات مرهقة ومبهمة بالنسبة له.
الطبيب ليس كالعامل على آلة هو يتعامل مع إنسان له مشاعر وله تركيبة نفسية قد تؤثر على مرضه وجزء من علاجك له ليس فقط أن ترمي في وجهه ورقة بها التعليمات ولكن مساعدته على تجاوز مرحلة العلاج.
الموضوع لن يأخذ من وقتك دقيقتين إضافيتين ولكنه يعني كل شئ بالنسبة للمريض.
أحد العاملين البسطاء في عملي جاءني لأشرح له ما في الروشتة التي كتبها الطبيب لزوجته وذهلت أنها مواعيد محددة ومعقدة لعلاج تكيس المبايض من أجل الحمل. ما أذهلني أن الطبيب لم يشرح له أهمية التوقيتات وهو وزوجته كانا يتجاهلا كثيرا منها. وهذه كارثة لأن معظمها يعمل على الهرمونات وهو خطر على صحتها غير أنه لن يأتي بنتيجة.
في النهاية أقول هناك بعض الوظائف إذا أحسنت فيها دخلت الجنة وإن أسأت ففي النار لأنك تعبث بحقوق وحياة الآخرين. هذه الوظائف مثل الطبيب والمحامي والقاضي والمهندس المعماري والمدني والمدرس وما إلى ذلك.
هذا هو اختيارك فكن على قدر مسؤولية هذا الاختيار فهذه الوظائف ليست للفخر والتفاخر ولكن وظائف تحمل مسؤوليات كبيرة معها قد تجعلك عن الله من الصالحين أو تخسف بأعمالك الأرض حتى لا يبقى لك إلا جهنم.