تجربة شخصية لعلاج الغرغرينا لمرضى السكري
بقلم د. محمد علي حسن
أمي (رحمها الله) كانت تعاني من مرض السكري من بداية الاربعينيات من عمرها الى ان توفاها الله عام ٢٠٠٣ وهي في سن ال ٧٤ سنة.
وفي نهاية الخمسينات من عمرها أصيبت قدم أمي بجرح بسيط وبالرغم من العلاج المكثف والمتواصل لعدة سنوات الا ان الجرح لم يشفى تماما وبدأ يتفاقم الى ان وصل الى مرحلة الغرغرينا في القدم . حينذاك قرر الأطباء إجراء عملية بتر للقدم وحددوا ميعاد لذلك خوفا من ان تمتد الغرغرينا الى كامل الساق.
الهمني الله في تلك الفترة العصيبة ان أتذكر كيف كانت أمي تعالجنا وأطفال الجيران ونحن صغار من البثور والخراجات بعجينة الدقيق والسكر التي تستطيع سحب القيح من تلك البثور والخراجات الصغيرة . الفكرة العلمية لهذه الطريقة تعتمد على وضع عجينة ذات ضغط أزموزي مرتفع (بسبب تركيز السكر العالي فيها) على الخراج لفترة من الزمن لتسحب القيح تلقائياً من مسام الجلد. بالرغم من مصطلح “الأزموزي” هذا الا ان هذه الطريقة من الطب الشعبي الصعيدي.
فقررت ان أجرب نفس آلية العلاج ولكن مع استبدال عجينة الدقيق والسكر بشيء أقوي وهو عسل النحل النقي. فكنت أقوم يومياً بغمر قدم أمي في عسل النحل لعدة ساعات في طبق عميق أو وضع القدم بداخل كيس مملوء بعسل نحل طوال الليل أثناء النوم. وكررت هذه العملية لحوالي عشرة أيام و باستخدام عسل جديد كل مرة مع استمرار تناولها المضادات الحيوية التي أوصي بها.
لقد استخدمنا عسل نحل عادى ولكنه نقى ومن مصدر موثوق به وعلى ما أتذكر أنه كان قطفة موالح أو قطن.
وعندما جاء موعد إجراء العملية كانت المفاجئة للأطباء بأن القدم قد شفيت تماماً. الحمد لله الأعز الأجل فلقد نجح حمام عسل النحل في القضاء علي الغرغرينا وشفيت قدم أمي ولم نحتاج للبتر بالرغم من إجماع الأطباء حينها على ضرورة البتر.
*قال الله تعالى فى سورة النحل : “يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ” صدق الله العظيم
عن الكاتب
عالم مصري في اليابان متخصص في مجال هندسة الفضاء والنانو
أستاذ مشارك في معهد كيوتو للتكنولوجيا
تخرج في كلية الهندسة جامعة أسيوط