اجتماعية

‏التكيف مع الخوف من المستقبل‏

كثير من الناس يعانون من حالة الخوف الدائم من المستقبل، ويعيشون كوابيس مصدرها “ماذا لو”، الحل فيما يلي:

اهدأ ولا تستسلم للقلق فأيا كانت المشكلة أو الأزمة فهي تحتاج تركيزك وعقلك وهدوءك أما توترك وقراراتك الانفعالية فهي لن تزيد الوضع إلا سوءاً.

واستمتع بحاضرك وعشه بخيره وشره حيث أن الله لا يبتلي شخصا إلا أنزل به رحمة ولطفا، و سوف تجد أن بعض أحداث حياتك الصعبة لو كنت علمتها قبلها لظننت أنك لن تحيا بعدها يوما واحدا لكن قال الله عز وجل “إن مع العسر يسرا”، لذا خذ بالأسباب المنطقية التي في يدك من تخطيط أو إجراء أو أي شيء تراه مناسبا لا تشغل بالك بما لم تحط به علما.

اعلم أيضا أن الأحداث التي ترتقبها قد لا تحدث بالشكل الذي تتصوره بل قد يصور لك خيالك أبعادا غير حقيقية وغير واقعية من شدة خوفك.

نقطة أخرى أريد أن ألفت النظر إليها وهي أننا دائما ما نتناسى أن الحياة تدور بنا ودوام الحال من المحال، فلن تجد أبدا شرا يدوم أو خيرا يدوم وهي سنة الحياة فاقبلها بدلا من أن تقف ضدها وترهق نفسك في أحوال لن تغيرها ولا تملك فيها من الأمر شيئا، وحين تقبلها وتسلم أمرك إلى الله وتتوكل عليه فسوف تكون قد أزلت من على ظهرك حملا ثقيلا، كما أنك حين تثق في أن الله لا يأتي لعبده بمكروه أبدا وأن حتى إبتلاءه له يحط من سيئات عبده ويضيف إلى حسناته ويدعوه به للتضرع له وعند صبره سيعوضه خيرا مما كان، إذا وضعت هذا المبدا في ذهنك سوف تنام مستريحا عن ذي قبل.

وعد بذهنك إلى الوراء فسوف تجد أنك قد اجتزت كثيرا من الألم واللحظات الصعبة لكنك اجتزتها ومرت ولا تشعر بها الآن، فهي اليوم ذكريات، فتأكد أن هذا ما سيحدث لك في المستقبل، لحظات ألم وتنسى وتطوى في قائمة الذكريات ولن تقف الحياة أبدا عن هذه اللحظات.

لا تنسى أن اللحظات الصعبة لا تزيدك إلا قوة كما أنها تعطي معنى وجمال لكل شئ عادي من حولنا، لأن الإنسان لا يرى نعمة ربه عليه إلا عندما يحرم منها، وهكذا تزيدك الأزمات إستمتاعا بحياتك وتقديرك لنعمة ربك عليك فلا تنظر لها من نصف الكوب الفارغ ولكن انظر للنصف المملوء، ولا تجلس تنتظر فإن ترقب شئ أصعب من معرفة النتيجة ولكن فكر في أحداثك يوم بيوم فقد يحدث غدا ما لا تتوقعه ويقلب موازين خططك وتنبؤاتك.

أهم شئ أن تعلم جيدا أن ليس هناك إنسان على وجه الأرض معافى ولكن كلُ له مشاكله التي تؤرقه وتنغص عليه وسيظل هكذا حتى يموت، وذلك لأننا في دار إبتلاء وليس علينا أن نحلم باليوم الذي نحل فيه مشاكلنا لنحيا حياة سعيدة ولكن ما علينا إلا أن نتعلم من أزماتنا كيف نأقلم أنفسنا ونقويها حتى نجتاز هذه العقبات بيسر ورضا.

حلقات تعينك على هذه المعاني

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب