غذاءك من الآخر

هلع الزيت

زيت-الزيتونبالرغم من أني أعلم المخاوف التي دائما ما تصاحب الطبقة الفوق متوسطة في مصر بخصوص استخدام الزيت في الطعام والإشارة الدائمة له كمادة ضارة بالجسم، إلا أن الصورة اكتملت عندي بشكل أكثر تضخما عندما أرسلت لي أخت رسالة على الواتس آب قبل الدراسة بمقترحات ساندوتشات الأبناء مؤكدة في عدة مواضع البعد التام عن أي شئ فيه زيت أو تم تحميره في الزيت مثل البطاطس المحمرة والبانيه وما إلى ذلك.

في الحقيقة الرسالة أصابتني بحالة زهول أن وصل بنا الحد إلى هذه الدرجة حيث يلقي الناس التهم على المأكولات جزافا دون الاعتماد على أي حقائق علمية.

الزيت والسمن والزبد دهون يحتاجها الجسم بشدة خاصة في مرحلة النمو وخاصة عند الذهاب إلى المدرسة أو إلى العمل لأنه يحمل من الفوائد ما يجعل الغذاء المتكامل لا يخلو منه.

وقد نقلت إليكم فوائد الزيت التقليدية من أحد المواقع ولنا رجعة لاستكمال ما ورد في أبحاث علمية حديثة.

فوائد الزيت كالتالي:

– تزوّدنا الدهون بالأحماض الدهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم لوحده تكوينها ويجب أن تصله عن طريق الغذاء مثل حمض اللينولينك الذي يلعب دورا هاما في نمو الأطفال.

– الدهون مهمّة في تنظيم مستوى الكوليسترول بالجسم.

– أهميتها لصحّة الجلد والحفاظ عليه من الجفاف والتشقق

– كونها مصدر مهم للفيتامينات الذائبة في الدهون مثل فيتامين كما أنها تساعد على إمتصاص هذه الفيتامينات من الإمعاء   .

– تساعد الدهون الجسم على الإستفادة القصوى من الكربوهيدرات والبروتينات.

– يحوّل الجسم الدهون الى طاقة يستفيد منها والزائد عن حاجته يتم تخزينه في الأنسجة الدهنية

– مخزون الجسم من الدهون يعمل على عزل الجسم عن المؤثرات السطحية والعمل كوسادة حماية لأعضاء الجسم الداخلية فهي من ناحية تحافظ على درجة حرارة الجسم ومن ناحية أخرى تعمل على إمتصاص الصدمات.

وبعد أن رأينا أن الزيت ليس فقط غول من السعرات ولكن مواد يحتاجها الجسم دعونا نرى ما ورد في أبحاث علمية حديثة:

ترجمت ملخص بحث في مدونتي العلمية بعنوان : الكولسترول المؤذي ليس مؤذيا كما ظننا

ويتحدث البحث عن فائدة الكولسترول الذي أطلق عليه وصف “مؤذيا” من قبل المتخصصين ودوره في بناء كتلة العضلات عند القيام بالنشاط الرياضي، والعجيب أن البحث تم عن الفئة العمرية من 60 إلى 69 عاما.

من هذا البحث نستنتج أن الأوجب أن لا نتسرع برفض طعاما معينا أيا كان طالما حلال وطالما أن استخدامه هو في حدود عدم الإسراف لأنه إما له فوائد معروفة أو أن فوائده لم تتضح للعلماء بعد ولكن يعلمها الله سبحانه.

سيأتي بعض الناس ليحدثني عن أزمة أخرى متعلقة بالزيت وهو أن يتم استخدامه عدة مرات أي “زيت القلي” وما يعتريه من مشاكل.

ونبدأ بملخص البحث العجيب الذي ترجمته في مدونتي العلمية بعنوان: مضادات الأكسدة تتسبب في تلف وظائف العضلات

 العجيب فيه أنه أثبت ما كنت أعرفه من أن الزيت المغلي ليس ضارا بالصحة كما يتخيل البعض.

مشكلة الزيت حين يتم تسخينه أو حتى مجرد ترك الإناء الذي يحتويه مفتوحا للهواء لأيام أنه يُكَوِّن مادة “البيروكسايد” بمعنى أنه تخرج ذرتين من الهيدروجين من السلسلة الكربونية للزيت ويحل محلها ذرة أكسجين واحدة.

البحث الأخير الذي أوردته يقول أنه تم اكتشاف أن مضادات الأكسدة في حد ذاتها لو ارتفع تركيزها في الجسم تتسبب في خنق أي عضو وعدم وصول الدم إليه وأنها مادة مفيدة ليست على حدة ولكن بتوازنها مع مواد البيروكسايد في الجسم وهي مادة تزيد من تدفق الدم أي أنها تقوم بعكس ما تفعله مضادات الأكسدة.

اختصارا: الزيت المغلي وما يشابهه يقوم بعمل توازن مع مضادات الأكسدة لوصول الدم إلى الأعضاء.

ولكن كما قلنا الإسراف في الشئ يؤدي إلى الضرر، فالزيت المغلي مع بعض الأطعمة مثل البطاطس ليس مشكلة ولكن لو تم قلي أغذية أخرى فيه مثل اللحوم، فإن هذه اللحوم تخرج منها مواد تتعفن في الزيت مع الوقت وتغير طعمها وتصبح غير صحية.

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب