الحيوانات والطيور

ماذا تقول إذا وجدت من يؤذي حيوانا؟

بقلم داليا رشوان

137إذا كنت ممن لا يقفون صامتين إذا رؤوا أي شخص يؤذي أي حيوان فعليك أن تقول في هذا الموقف كلمات تحاول بها أو توقف هذه الإساءات من هذا الشخص للأبد .. مجرد محاولة لعل الله سبحانه وتعالى يجعل في أي كلمة تقولها رادعا له فلا يفعل ذلك مرة ثانية.

من الناس من يركز على مسألة الحلال والحرام وفي رأيي أن هذه الكلمات أصبحت معتادة على أذن الناس حتى أنها لم تعد تثير أي شيء في نفوسهم، بالإضافة إلى أن غالبا من يؤذي حيوان ضعيف لا يأبه بحلال أو حرام.

من الأفضل أن يكون الحوار في موقف كهذا عن مصالح شخصية، وسنن الله في خلقه تركز على هذا الأمر لأنها تعني انتقام فوري وتحدد شكل الإنتقام مما يجعل من يؤذي الحيوانات ربما يفكر في هذا الأمر ويتعظ إذا حدث له مكروه وهذا طبعا إذا أراد الله به خيرا.

فهناك أحد السنن التي تمس الذي يؤذي أي روح وهو أن من يقدم على أي فعل يحدث له مثيله سواء كان خيرا أو شرا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( البِرُّ لا يَبْلَى، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُن كَمَا شِئتَ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ )

أي أنه ببساطة إذا أذى الإنسان روح أضعف منه سلط الله عليه من هو أقوى منه ليفعل فيه نفس ما فعل من في هذه الروح سواء كانت إنسانا أو حيوانا أو طيرا ..إلخ.

لذا حين وجدت من يضرب كلبا قلت له هل تحب أن يفعل فيك من هو أقوى منك ذلك لأن هذه هي سنة الحياة سيسلط الله عليك من هو أقوى منك ليضربك ولتشعر بنفس الألم الجسماني والنفسي الذي تسببت فيه لهذه الروح البريئة سواء كان كلبا أو قطة أو حمارا أو حصانا أو أي روح خلقها الله واستودعنا إياها كأمانة.

حين وجدت أطفالا بسطاء أحببت أن أوجه لهم الرسالة بمعنى آخر، فربما كان في كلامي دعوة إلى الله تجعلهم يتأملون في معاني هامة في الحياة .. لقد قلت لبعضهم إذا كنت تعاني ممن هو أقوى منك ويؤذيك فارحم من هو أضعف منك بنية أنك تريد من الله أن يرحمك ممن يعذبك .. أطفال آخرون قلت لهم الأفضل من ضرب الكلاب من أجل متعتكم أن تأتوهم بطعام وتلاعبوهم فيفرحوا بكم وستجدون متعة أفضل بكثير مما تفعلوه وأكرر ما قلت من قبل فيما يخص سنن الله في خلقه

أتحدث لمن يؤذي روح خلقها الله وأنا اعلم أن هناك احتمال كبير أن لا يستمع إلى كلامي بشكل جاد، لكن لو كان فيهم خيرا سيفعل الله فيهم ما فعلوه في هذه الروح ويذكرهم بكلامي وقتها، وربما إذا شعروا بحقيقة انتقام الله من المجرمين كان ذلك وازعا لهم لأن يخافوا الله في كل شيء وتتبدل حياتهم للأفضل.

أما بالنسبة لمن أراد أن يحسن القول في مثل هذا الموقف الذي نهى فيه عن منكر فقد أخذ أجره من الله سواء استمع من أمامك أو لم يستمع وسواء نفذ ما قلت له أو لم ينفذ، وصدق رسول الله حين قال ((من لا يرحم لا يُرحم ))، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب