زوجية

فضااااااااااااااائح

سلسلة غرائب أحداث الطلاق

2159Dep12821 (1)من المفترض في الشريعة الاسلامية عدم جواز إفصاح أحد الأزواج عن عيوب أو تفاصيل علاقته مع شريكه سواء في أثناء الحياة الزوجية أو عند الإقدام على الانفصال، والواجب أن يكون هناك حكما من أهله وأهلها لحل هذا الموضوع في سرية تامة.

ولكن هل هذا فعليا ما يحدث!!؟؟؟

هل رأيت إنفصالا إلا بفضيحة الطرفين!!!؟؟

إن الحكم من أهله وأهلها يصبح العائلة كلها من كبارها إلى صغارها ويَطلب الجميع معرفة تفاصيل أسباب الانفصال ويناقش الجميع أدق التفاصيل بين الزوجين ويعتبر الجميع أن من حقه معرفة كل شئ حتى أسرار الغرف المغلقة.

طبعا إذا كان الطلاق من الزوج فهو يطلق زوجته وانتهى الأمر لأن مقاليد الأمور في يده ولا يوجد ما أقف عنده .. ولكن إذا طلبت الزوجة الطلاق وحاولت عدم البوح بأسباب طلبها هل يقتنع أحد؟؟

لا!!!!!!!!

 بل يتهموها بأنها سفيهة وأن الخطأ منها وأنها لا تصلح لأن تكون زوجة أصلا وأنها دلوعة وأنها وأنها .. فتضطر إلى الإفصاح عن السبب .. وما أن تفصح إلا وينتشر الخبر من المحيط إلا الخليج

الحقوا فلان الفلاني عمل كذا وكذا وزوجته تريد الطلاق منه

وإن لم تفصح فإن الاتهام سيكون لها

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى بعد أن تقول الأسباب ولنقل أنه “شديد البخل” يتطوع أحدهم “من حكام الأهل من أحد الأطراف” فيقول لها: “خلاص ياستي كلمناه ومش حيعمل كدة تاني وحيصرف ويبقى زي الفل” .. أريد فقط أن أعرف هل يصدق طفل صغير هذا الكلام؟؟ فجأة يتغير من بخيل إلى كريم .. فجأة يتغير مثلا من زير نساء إلى إنسان مصلي ملتزم.

متعملش كدة تاني = خلاص مش حأعمل

ومن ناحية أخرى ما أن تقول الزوجة سببا من الأسباب إلا ويرى الجميع أنه سببا غير منطقيا للانفصال وأنها مبالغة مهما قالت، ويتناسى الناس أنهم يطلبون من امرأة في سن الشباب أن تقضي عمرها مع إنسان لا ترغبه فكيف بالله عليكم ستقيم حدود الله معه؟؟؟ كيف ستقيم له بيتا؟؟ كيف ستحفظ له هذا البيت؟؟

إن المرأة التي تحب زوجها كثيرا ما تقصر معه لانشغلها بأحداث الحياة والمسئوليات التي تتزايد عليها فما بالكم بامرأة تكره زوجها!!

وبعد ذلك نجد في بعض المجتمعات وصف المرأة وكأنها شيطانة متناسيا أن هذا المجتمع نفسه هو الذي أجبر نساء كثيرات على الانحراف بهذه الطريقة .. عاملت هذه المجتمعات المرأة على أنها شئ وليس على أنها شخص كامل الأهلية مؤثر في المجتمع .. والدين برئ من ذلك حيث شرع الله للمرأة الخلع إذا كان زوجها خالي من العيوب ولكنها تكره الحياة معه

قال تعالى: الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) – البقرة

أي أن المرأة إذا خافت أن لا تستطيع أن تقيم حدود الله مع زوجها فلتعطه ما أمهرها به وتُطَلَق خلعا.

هذا على اعتبار أنه شرعا تقام البيوت المسلمة باقامة الطرفين لحدود الله فيها .. وليس ما جرى عليه العرف أن البيوت تجمع أشخاص داخلها بغض النظر عن ما يفعلون ..

 وقد تناولت الخلع في موضوع منفصل

ونعود لمسألة انحراف المرأة فأنا لا أريد أن يُفهم من كلامي أنني أبرر أي انحرافات لأن الانحراف بشكل عام من المستحيل إيجاد أي مبرر منطقي له ولو اشتدت الظروف القاسية بهذا الإنسان فإنه يعتبره ابتلاءً فيصبر لأنه يعلم أن الله بشر الصابرين في آيات عديدة وهو يأمل في كرم الله .. كذلك المرأة المتمسكة بدينها وهي مبتلاة فتصبر وسيعوضها الله عن كل ما عانت منه .. ولكن هذا إذا كانت المرأة متمسكة بدينها أما الأغلبية ماذا تنتظرون منهن في مجتمع غاب الدين عن كثير من أفراده وما تبقى هو عرف محض تتناقله الأجيال دون فهم لمقصده.

أحد الردود على من تريد الطلاق كان جملة غريبة لا أعرف مدى شيوعها لكني سمعتها بأذني وهي:

“إحنا زي النصارى مابنطلقش”

سبحان الله .. قيلت هذه الجملة بثقة وكأنها كلام ملزم ومن الآخر

النصارى يسعون جاهدين للسماح بالطلاق في دينهم ونحن نقول مثل هذه الجملة، هذا من الناحية الاجتماعية أما من الناحية الدينية فهذه الآية كفيلة بالرد

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) – المائدة

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب