زوجية

خواطر تعددية

1113Dep15685بقلم داليا رشوان

هل يصح أن أقول أنا “مع” أو “ضد” تعدد الزوجات؟

في رأيي لا لأنه شرع الله، ولا يوجد مسلم عاقل يقول أنا ضد شرع الله وإلا يكون قد إرتكب معصية لها عواقب في الدنيا والآخرة.

حديثي هذا توضيحا لشئ ربما غاب عن كثير من النساء والرجال الذين ينظرون تحت أرجلهم من منظور ضيق، مع الأخذ في الاعتبار أن شرع الله ليس فيه ناقصة والله أعلم بتركيبتنا النفسية والفسيولوجية، فهو الذي خلقنا من تراب ولا أعلم علام هذا التكبر والتجبر.

 لمن يقولون أو يقلن نعم لتعدد الزوجات ولكن “بشروط”، أقول لهم راجعوا كتاب فقه السنة ستجدون هذا الباب تحت عنوان “أسباب” وليس “شروط”، ومن أحد هذه الأسباب أن لا يكتفي الرجل بامرأة واحدة.

 لم أشاهد برنامجا واحدا في الفضائيات يتحدث عن هذا الموضوع إلا باستنكار وسخرية حتى من أساتذه الفقه في جامعة الأزهر حيث قالت احداهن بالنص أن التي توافق على أن يتزوج زوجها من أخرى “عندها نوع من الخبل”، فهل يعقل هذا يا أساتذة الفقه، ثم يسخرون في برامجهم من الأخوات الذين يستضيفوهن – سواء في الاستوديو أو على التليفون – من اللاتي توافقن على التعدد. وأقول لهؤلاء اتقوا الله ولا تغلِّبن مصالحكن الشخصية “من وجهة نظركن” على حدود الله. ومعظم الساخرات المستنكرات تفضل الواحدة منهن – بل وبعضهن يعلمن يقينا – أن يزني زوجها وتقوم الدنيا ولا تقعد إذا اكتشفت أنه متزوج.

 جميع العبادات والأوامر التي أمرنا الله بها فيها مشقة، ولكننا لا نكرهها، الصلاة مشقة، الصيام مشقة أكبر، الاحسان في المعاملات خاصة الطلاق مثلا فيه مشقة كبيرة، بر الوالدين وصلة الرحم فيهما مشقة، ولكن ماذا نفعل؟ نصبر ونحتسب، ثم بعد فترة وجيزة وبعد أن نسلم وجهنا لله تعالى ونتوكل عليه يهون علينا الله هذه المشقة بل ويجعل لنا فيها متعة حتى أننا بعدها لا نكتفي بالفروض ولكن نأتي بالسنن، فلما لا يكون هذا هو الوضع مع فكرة تعدد الزوجات، لما لا تصبر الزوجة وتحتسب، وأنا واثقة من أن الله سيبارك لها في زوجها وفي بيتها لأن هذا هو حال الرحمن الرحيم مع عباده الصابرين المتوكلين.

 من وجهة نظري أن الحالات الزوجية المتعلقة بهذا الموضوع واحد من اثنتين لا ثالث لهما، الأولى زوجة على وفاق مع زوجها تقوم بكل واجباتها على أكمل وجه، وهذا بشهادة زوجها، ولكنه يريد الزواج بأخرى، والثانية زوجة تقصر في أحد النواحي التي يحتاجها منها زوجها سواء بإرادتها أو لأن هذه هي شخصيتها أو حالتها ولا تستطيع تغييرها.

 أقول للأولى، تخيلي معي، زوجك رأى أخرى فأحبها، أترضي له الزنا، وإذا رضيتي، ماذا تنتظرين من بيت فيه زوجان أحدهما يفعل كبيرة والآخر يقبلها؟ تشجعين زوجك على الزنا خشية خراب بيتك؟ فهل أنت التي تحفظين هذا البيت أم الله؟ أتأمنين على نفسك وبيتك من مكر الله؟ ألا ترين معي أن الله قادر على أن يخسف ببيتك الأرض في لحظة، هذا البيت الذي أقمتيه على غضبه؟ ألا ترين معي أن الله قادر على أن يبارك لك في بيتك وزوجك ويجعل منه ما لم تكوني تحلمي به في لحظة لو آثرتي حدود الله على مصلحتك؟

 أقول للثانية، تعالي نحسبها سويا، أنت مقصرة في شئ يفتقده زوجك بشدة حتى أنه يريد أن يتزوج لأنه وجد ما يفتقده في أخرى، فإن وضعك كالآتي:

–   إما الطلاق

– أو يتزوج دون علمك

–  أو يتزوج بعلمك

الطلاق هو أصعب خيار للمرأة، خاصة إذا كانت تحب زوجها، وإذا فضلت الزوجة الطلاق على زواج زوجها فهي نرجسية، لا تقبل أن يجرح كبريائها، والزوجة من هذا النوع لا تصلح أن تبني بيتا، لأن البيت قائم على الأخذ والعطاء، وأقول لمن تعودت على الأخذ، احذري يوما تردي فيه كل ما أخذتيه ولو بعد عشرات السنين حتى تعطي كل ما عندك ولا يكفي.

وعلى الرغم من أن الغريب هو تفضيل الكثير من الزوجات الطلاق في هذه الحالة إلا أن الأغرب هو تشجيع من حولهن على ذلك، ولا أعلم لماذا لا يرى الناس هذا على أنه خيانة للعشرة خاصة وإن كان بينهما أولاد.

 ما أن يتزوج دون علمك، وهذا شائع جدا، فإن هذا ليس في مصلحتك نهائيا، لأن من تعرف بزواج زوجها لديها فرصة للمنافسة وربما كان علمها بذلك حافزا لها تستطيع به أن تجعل زوجها يميل لها مرة ثم يميل للأخرى مرة وهكذا، أما أنت فلا تعرفي شيئا، وتعيشين على نفس عاداتك التي جعلته يبحث عن أخرى من البداية وهي تعلم وتحاول جذبه منك بكامل طاقتها وفي النهاية ستجدي المسافات بينكما تبعد إلى ما لا تتخيليه. ومن ناحية أخرى فإحساسه تجاهك بالذنب لأنه متزوج دون علمك وأنك أنت التي اضطرتيه لذلك، سوف يجعله يريد الهروب منك، ومن الممكن أن يزيد كرهه لك لأنك السبب في اضطراب حياته بهذا الشكل، وشعوره بأن قمة استمتاعه هو قمة غضبك، فماذا يبقى بينكما.

الثالثة وهي أن ترضي بزوجته، وهنا أقول لك من الفوائد التي رأيتها لذلك:

1- لقد آثرتي مرضاة الله على مرضاة غرورك وكبريائك، ومن أول النتائج المباشرة أن يبارك لك الله في زوجك وبيتك وأولادك.

2- زوجك سيظل طوال حياته ممتن لكِ لأنكِ فضلتي ما يسعده، وأثبتي حبك له بعطاء ليس له حدود.

3- ما كان يطلبه منك ولم تستطيعي تقديمه قدمته له أخرى والآن لن يحملك أكثر من طاقتك سيكون أكثر صبرا معك وسيقبلك بالقصور الذي رآه فيك بلا غضب.

4- كان يراك ليل نهار ولن تستطيعي أن تكوني مثل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا نظر إليها سرته” مهما حاولتي خلال الأربعة وعشرون ساعة، أما الآن فلديكِ فرصة في عدم وجوده أن تقومي بما يحتاجه البيت وتجعلي اليوم الذي يأتي لك فيه يوم مميز جدا لك وله.

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب