الأستاذ هاني مرادكتاب آخروننظرة على مجتمعنا

الإنسان الآلي

بقلم هاني مراد

robotsأصبح الإنسان أولى بلقب “الإنسان الآلي” الذي اخترعه.

فقد حولت كثرة الآلات التي صنعها الإنسان، الإنسان إلى آلة من الآلات التي تحيط به.

ولهاث الإنسان نفسه قد جعل منه آلة كذلك. فهناك الآلات التي لا تعرف سوى عد النقود، وآلات أخرى وظيفتها السعي إلى المناصب، وآلات أخرى فقيرة، غير أنها لا تتوقف عن العمل، سعيا إلى ما يسعى إليه غيرها من الآلات.

وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الإنسان على تحوله ذلك. فهي وإن كانت قربت المسافات بين الناس، وسهلت تواصل الأفكار، إلا أنها – في معظم الأحيان – لا تستطيع تخطي حدود العالم الافتراضي!

فترى الناس يتواصلون افتراضيا، وكأنهم آلات! يتكلمون ولا يتحدثون، يسمعون ولا ينصتون! جردت مشاعرهم من الحس الإنساني! وفقد الإنسان أجمل ما فيه: روحه!

فالروح الإنسانية هي ميزة الإنسان الأولى! وهي التي كرمته وأسجدت له الملائكة! تلك الروح التي مسخت في الكتابة الآلية من وراء شاشات في عالم افتراض، فتحول الإنسان إلى رقم، أو اسم، أو حساب، أو صورة!

ومع أن قطار الاختراع يدهس كل شيء في طريقه، إلا أن الإنسان الذي يستشعر إنسانيته، لا يتخلى عنها أو عن روحه مهما حاول دهسه ذلك القطار، ويظل إنسانا له روح وله قلب، ويستعصي على التحول إلى قطعة من الحديد، أو رقم في عالم الافتراض، ويظل رافضا الانقراض!

hany_murad

عن الكاتب

مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.

حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.

عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.

ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.

يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.

يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب