إسلاميةمفاهيم إسلامية

أعطني حريتي أطلق يداي

حديثي عن الحرية..
حرية الإنسان عامةً.. والمرأة خاصةً
لكن ما هي الحرية؟
ومن ماذا أتحرر؟
من شيء يقيدني!!؟ .. وما هو الشيء الذي يقيدني؟
منغّـصات!! .. أم ضوابط!!!
والسؤال هنا:

  • هل أريد أن أحيا بدون منغصات؟

  • أم أن أحيا بدون ضوابط؟

الحقيقة أن الأولى أكثر واقعية، لأن الحياة بدون ضوابط ستكون لي ولغيري، لذا سيكون أول من يتأذى من الحياة بدون ضوابط هو المرأة ((والآن حتى الرجل))، فإذا تخيلنا حرية مطلقة للجميع في أن يفعل أي شيء في أي وقت، فلا اعتقد أن أحداً يمكنه أن يتخيل ذلك، فقد يصيبه إعياء شديد ممّـا قد يمكن أن يتأتى على باله

فلنتفق على الأولى إذاً…. وهي:
أن الحرية في النهاية حياة بدون منغصات…. بدون (قلق.. خوف.. مضايقة.. غضب.. تسلط ظالم…)

والآن دعوني أحدثكم شيئاً،،،

ذات مرة،،، كنت أتحدث مع إحدى زميلاتي (بدون ذكر أسماء) “قال يعني بعرف ناس مهمة”
المهم!!!!

هي غير محجبة، وكانت تحكي لي عن مواضيع عادية في حياتها لكنها كلها مرتبطة بأشخاص يضايقونها سواء في الشارع أو في العمل وهكذا، فقلت لها بعفوية “ايه الخانقة دي أنا مقدرش أستحمل كدة، انتي عارفة تتنفسي ازاي أصلا”.

فردت علي ضاحكة “أنا برضة اللي اتنفس ازاي؟ بصي لنفسك!!” وطبعا كانت تقصد النقاب الذي ارتديه.

هنا فكرت قليلا وقلت لها أتعلمين،،،،

أتعلمين…. أنني أشعر أنني أكثر حريةً منكِ، فأنا يمكنني أن أسير في الشارع بحرية أكبر وأن أتعامل مع رجال بحرية أكثر وحتى حين أشتري من أحد الباعة أجده ينظر إلىّ على استحياء أو لا ينظر أصلا فأنا حرة من نظرات الناس وتعقيباتهم، ومعاملتهم البذيئة.

ملحوظة
أنا لا أتحدث عن النقاب فقط ولكن الحجاب المحترم الذي يعطي انطباع عام عن التزام من تلبسه (وليس الحجاب أبو بودي، وستريتش، أو الرابطة السبانيش، وما إلى ذلك)…

وملحوظة أخرى

“لأني اعرف ما سيقال”، كلامي عن التعامل مع الأسوياء من الرجال في المجتمع ولكن غير الأسوياء وهو الاستثناء هم ابتلاء ندعو الله أن يعافينا ويحفظنا أن لا نكون من ضحاياه وأن يعيننا عليه.

ولكن هذا الحوار مع زميلتي كان يحكي جزء صغير فقط من حقيقة الحرية من وجهة نظري، فقد كانت نتيجة معرفتي بالله، الكثير من الحريات التي لا يملك أن يعطيها لي أي انسان على وجه الأرض…. مثل:

  • لقد ملكت حرية أن أسعى في الأرض مع استمتاعي بنعم الله في رضىً من الله غير متكالبة على رزق، دون قلق على نقصٍ فيه، لأنني أعلم أن الرزّاق تكفل لي به!!
  • لقد ملكت حرية أن أقول كلمة حق دون أن أخشى شيئا، فأنا استطع أن أقف أمام ظالم وأنا على يقين أن الله سيحفظني، فكم من بشر قيَّـدتْـهم مشاعرُ الخوف من أن يخطو خطوة إيجابية في حياتهم، أو أن يقول كلمة حق.
  • لقد ملكت حرية أن أرعى مصالحي دون أن أجد عائقاً لها، بل أجد كلَّ أبوابها مُـيَّـسرةً إلا في حال إن كان بها شر، وهذا ما يصفه البعض بأن فلان حظه نار، ولكنه والله ليس حظ بل هو رضى الله.
  • لقد ملكت حرية أن أتمنى فيرزقني وأن أشكره فيزيدني
  • لقد ملكت حرية أن أحب من كل قلبي وأن أظفر بحب من أحبه فحين يكون الحبيب هو رب العزة فلقد ملكت حرية أن تستأثر بحبيبك في كل لحظة وفي كل يوم مع الناس أو بعيدا عنهم، دون منازع،،،، وأن يحبك البشر جميعا، بل الملائكة لأنه يحبك!!!!……… وتضمن أن لا تفقد هذا الحب يوماً، ولا تفقد عطاء حبيبك لك طالما أبقيت أنت على حبه في قلبك.
  • لقد ملكت حرية عدم الخوف من الزمن والمستقبل وما قد تأتي به الأيام، لأني أعلم أنه سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بخير وأنه عز وجل قال {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } الشرح6…. وإن وعده لحق فممَّـا أخاف؟؟!!!
  • لقد ملكت حرية أن يكون لي قصورا وأنهارا وزوجاً صالحاً في يومٍ مؤكدٍ بمجرد الصبر على ثقل بعض الابتلاءات، ولكن من رحمته سبحانه أنك إذا أبديت جدية في الصبر، هونَ عليكَ المصيبة، بل جعل لك فيها ما تستمتع به، لا ليست السادية ولكن هي متع القرب من الله والانكسار له ليفرج عنك كربك، ورقة القلب ودمعة العين ويالها من متعة، والمتعة الأكبر من ذلك حين يفرج عنك كربك من حيث لم تكن تحتسب حتى يذيقك في النهاية حلاوة رحمته ووده ونعم أجر المحسنين……….

الحرية ليست في انتهاك حقوق الآخرين ولا في ازدرائهم ولا في السير بدون حساب وبدون عقاب في تتبع الأهواء والشهوات، كما هي ليست في تعدي حدود الله وأكل وشرب الحرام وأذية الناس بأن تعتقد أنه لن يحاسبك أحد

لأنك ببساطة إذا مارست هذه الحرية فبقصور رؤيتك مارست حرية مؤقتة ما إن ينقضي وقتها حتى تكتشف أنك كبَّـلت نفسك بأقوى القيود، وآذيت بدنك وأهلكت نفسك…..

وأتحداك إذا وجدت بعدها متعة، أين ستفرَّ بمعاصيك من الله!!!؟

ستغرق في المعيشة الضنك التي وعدك ربك بها، سواءً أرضيت أم لم ترضى………

هذا الكون له ربٌّ خلقه، ويحكم فيه بعدله وبرحمته،،،، لكنه القويُّ العزيز المنتقم الجبار!!…. فأين ستذهب من بطشه حين أمْـرِهِ سبحانه جلَّ وعلا كائنٌ في لمح البصر!!

وفي النهاية لا يسعني إلا وأن أقول…..

ما أجملَ الحرية

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب