أخبارزوجية

فاضية زهقت مش عارفة أعمل إيه

nothingبعض الزوجات غير العاملات تعانين من فراغ هائل ورتابة وملل وتحاول جاهدة إضافة بعض البنود إلى حياتها لصنع التغيير ولكن بلا نتيجة. هذه البنود منها الشوبنج، أو اللقاءات مع الجيران والأصدقاء في النوادي أو حتى في البيوت أو الانشغال بالتشات والواتس أب والفيسبوك  ……

ولكن من الفراغ يخرج أساس كل المصائب بل هو أساس خراب البيوت للرجل أو للمراة فالفراغ هو المدخل الرئيسي للشيطان والحلول السابق ذكرها للاطاحة به لن تَحِل شيئا لأن غالبيتها يفتقد الفهم الحقيقي للحياة ومعناها ودورنا فيها، لذا فهي لن تنجح لأنها لا تتلاءم مع طبيعتنا الانسانية واحتياجاتها.

وفي كلمات أبسط، الإنسان يحتاج هدفا يحيا به، ويحتاج أملا ينظر إليه ويعمل له، وأن يكون هذا الهدف وهذا الأمل مستمران وبالقوة التي تدفع إلى العمل وفي متناول الجميع لتحقيقه حتى لا يحدث إحباط، وإذا كان هدف الزوجة وهي فتاة أن تتزوج فقد تزوجت، وإن كان الهدف الذي يليه أن تنجب فقد أنجبت، وماذا بعد ذلك؟؟ العيال تكبر ؟؟ وتتزوج ؟؟ تغيير الشقة؟؟ تغيير العفش؟؟ نغيير العربية؟؟ ….. إنها أهداف لا تروي النفوس ولا تساعد على حياة يومية سوية.

نحن خلقنا لمعرفة الله وعبادته، وكثيرات ينظرن إلى هذا على أنه شئ مبهم ولا تستطيع أن توظفه كأمل وهدف، ولكن لأنها لم تتعلم أن علاقة العبد بربه علاقة تبادلية مادية وليست معنوية فقط، إنها تعلمت أن هذه روحانيات منفصلة عن الحياة اليومية، وهذه لها ساعة وتلك ساعة أخرى، لكن فعليا الموضوع ليس كذلك.

ماذا تفعل الزوجة؟

إن دور الزوجة (كما نرى في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم) هو مساندة الرجل ودعمه بل ومتابعته وتقويم خط سيره وتثبيته، قد يكون هذا كلام لا يعقله الرجال ولا حتى النساء فلقد اعتاد الكثير بل وتربى على أن دور المرأة الفعلي في الحياة خاصة لو لم تكن عاملة هو دور محصور في المطبخ والحمام، المطبخ للطبيخ والحمام للغسيل والتنظيف، وطبعا تربية الأولاد، ودينها يقتصر (للمتدينين من الأزواج) على لبس النقاب وحفظ القرآن (دون تدبر معانيه) ولا شئ بعد ذلك وليس مطلوب منها شئ بعده أو قبله، هذا من وجهة نظر الرجل، أما من وجهة نظر المرأة فهذه المهام تفعلها بملل ورتابة حتى أنها من فراغها قد تشتكي ليل نهار من أشياء لا وجود لها، وتتصيد الأخطاء وتعيش في دور الضحية، والمتدينة تحاول زيادة دينها بزيادة في اللبس فلا تفكر إلا في الستار الخارجي فقط.

إن المرأة (والرجل في عمله وحياته) لم تخلق لما سبق قوله بل خلقت لتستخدم كل ذلك في رضا الله وفي الهدف الذي خُلقت من أجله.

لقد كانت صورة المرأة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع بدايات الإسلام لها مواصفات مختلفة عنا تماما، فهي مثقفة سياسيا ودينيا بالشكل الذي يستطيع معه زوجها الأخذ برأيها وتثبيته على الحق وقت اللزوم، كما أنها ذات لياقة بدنية وقوة نفسية بل وقوة تحملية للصبر على أي متغيرات تتطلبها المعيشة. وحين ننظر لوصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز الزواج بأنه سكن ومودة ورحمة ونطابقه على صفات المرأة في أول الإسلام سنجدها تتوافق معها بشكل رائع وتجعل الحياة مع صعابها بها شئ من الجمال الحقيقي الذي يروي الأنفس ويجعل الحياة تستحق أن نعيشها.

ومعنى ذلك أن المرأة عليها أن تفهم بعض الأساسيات العملية التي تعيش بها وهي ما يصلها بربها مثل تعلم الصبر والتوكل واليقين في الله وخُلُق الإسلام في التعامل مع الله ورسوله والمسلمين بل والناس جميعا من حولها وذلك من الكتب لأن المعاني الأصلية لها تختلف عن ما وصلنا إليه اليوم. ثم التعرف على معاني أسماء الله الحسنى ومن هنا تنطلق إلى الزيادة وإن كانت مخلصة في ذلك لوجه الله تعالى فسيفتح لها الله ما هو أبعد من ذلك مما يناسبها بعلمه سبحانه عنها. ومع أن الجميع يركز على حفظ القرآن، أقول، ما يجدي الحفظ مع عدم الفهم، يجب على المسلم أولا أن يفهم القرآن وأن يتدبره، فإن فهمه يسهل الحفظ عليه، فما يجدي المسلم إذا حفظ كتاب الله ولم يعمل بحرف مما فيه، يقرأ الآية كل يوم ويعمل عكسها، سواء لأنه لا يفهمها أو لأنه يفصل بين القراءة وبين حياته، وما أقوله ليس دربا من الخيال بل هو الواقع المؤلم الذي نعيش فيه.

كيف نفعل ذلك؟

هذا شكل يمكن الأخذ منه بحسب حياة كل أسرة

  • فلنجعل تنظيف البيت جزء غير رئيسي في اليوم ويتم سرعة إنجازه للتفرغ لما هو أهم، لأن الشعور أن هذا هو واجب اليوم يطيل من زمن إنجازه، والهدف بيت مسلم نظيف يكون قدوة للمسلمين وتهيئة الجو المناسب لراحة جميع أفراد الأسرة حتى يخرجون للسعي من أجل الرزق وهم في راحة نفسية تمكنهم من ذلك ابتغاءً لمرضاة الله.
  • نقسم جزء من اليوم للقراءة والتعلم سواء في تفسير القرآن أو في الكتب التي تُعلمنا ما ذكرناه في السطور الماضية.
  • نجعل جزء ثابت من اليوم للرياضة فلها فوائد عديدة منها زيادة النشاط وازاحة الشعور بالملل والاكتئاب وتبديد مشاعر الغضب بالطاقة التي تنطلق أثناء الممارسة.
  • نخصص جزء من اليوم للاهتمام الشخصي بنية اعجاب الزوج لرضا الله.
  • يكون جزء من هدف التعلم، تعليم الزوج خاصة وأن ليس لديه وقت لذلك، ويتم ذلك في حوارات جميلة أثناء فترات راحة الزوج وهي تفتح مجالا للمناقشات وتبادل وجهات نظر وتوسيع الآفاق مما يكون له عدة فوائد منها:
  • كسر حاجز الصمت بين الأزواج
  • إيجاد موضوعات مشتركة تهم الطرفين
  • الاجتماع بين الزوج والزوجة فيما يرضي الله بدلا من الحوارات التي غالبا ما تتسم بأشياء لا تدخل إلا في ميزان السيئات
  • ملأ الفراغ العقلي الذي يجعل المجال واسعا للعب الشيطان بعقل الزوجة
  • وجود موضوعات رائعة للحوار بينها وبين جاراتها وصديقاتها في اللقاءات التي تقوم بها والدعوة إلى الله من هذا الباب بدلا من الاجتماع على شر كما شرحنا في موضوعات سابقة.
  • هناك دعاء رائع كنت ادعو به في بداية التزامي فكان فتحا لكل هذا وهو أنني عند النوم اقول “اللهم افتح لي طرق الخير التي تقربني إليك” فاستيقظ وأجد الناس جميعا وكأنهم لا يجدون غيري لأساعدهم فكنت أساعدهم وأنا فرحة بأن هذه مهام جعلها الله لي كواجب عملي لأتقرب منه فكنت أفعلها وانظر إلى الله سبحانه الرقيب الذي يراني كيف سأنجز هذا الواجب ولذلك كنت لا اعبأ بالعباد وكان العمل يخرج مني بإحسان، وكانت وكأنها فصول تعليم لي كيف أُحسن العمل لوجه الله وأتغاضى عن العباد، مع العلم أن الشكل العام الذي يراه الناس هو أن من حولي يستغلونني أو يقول البعض “حتاخدي إيه من وراهم” أو يقول البعض الآخر “إنتي طيبة أوي” بلهجة مستهزئة لا تعني الطيبة ولكنها تعني الضعف أو العبط.

وهنا يظهر معنى هام وهو أن تفسير الحدث يختلف بإختلاف إدراكه، فلقد كان عندي أن ما أفعله مهام اعطاني الله إياها لينظر ماذا سأفعل وذلك استجابة لدعائي، وبالنسبة للناس كنت إنسانة ضعيفة يستغلها الناس، كذلك الحياة، يجعل الله للمؤمن ادراك آخر تجعل له رؤية مختلفة تماما عن ادراك من حوله فيحزن الناس وهو في سعادة (حين يقع إبتلاء مثلا) ويفرح الناس في موضع معصية وهو حزين غيرة على دينه.

موضوعات متعلقة بهذا الموضوع: مطبخك عبادة .. الرياضة لإقامة حدود الله

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب