إعلامية

ثقافة مسلسلات وتربية أفلام

16/01/2007
بقلـم داليـا رشـوان

أردت أن أتناول هذا الموضوع باستنتاج منطقي اجتماعي بحت لثقافة المسلسلات وتربية الأفلام بعيدا عن الدين وبعيدا عن التعرض المباشر لجميع المشاركين في الوسط الفني فلهم حرية أن يفعلوا ما يشاؤون ولي حرية اختيار ما أشاهده وتشاهده أسرتي، وهذا الاستنتاج جاء نتيجة نظرة محايدة لمدى تأثر الشارع المصري والبيوت المصرية بهذه المواد الاعلامية، وكلامي موجه لمن يهمه الأمر فقط من أي فئة كانت.

لقد بدأت أعي ما يبثه التليفزيون بعد أن كبرت ابنتي وأصبحت تتابع المسلسلات التليفزيونية البريئة، فكانت في كل حلقة تُعلق تعليقا يلفت نظري لمصيبة، في مرة قالت لي “شفتي الراجل ده قلع حزام بنطلونه وفضل يضرب في أخته ازاي ده كان حيموتها” – الحمد لله إن أخوها مشفش الحلقة دي – تعليق آخر “هما ليه كل البنات دي مش مغطيين شعرهم ولابسين اللبس الغريب ده، بصي دي باطنها باينة، هي ازاي ماشية كدة”، “شفتي يا ماما تنت دي بتشرب سجاير”، أما في المرة الأخيرة والحمد لله لحقتها لقيت شخصية ما شاء الله طول بعرض “بتردح” لأمها لأنها قالت لها كلمة لم تعجبها، وقتها أردت أن أقوم بعمل فاصل حتى لا يختلط الأمر على ابنتي وقلت لها “بصي الناس دي ناس وحشة واحنا لما نتفرج عليهم لازم نتعلم منعملش زيهم ولو كملتي المسلسل حتلاقي ربنا بيعاقبهم كلهم”.

بعد هذا الموقف بدأت أحلل كل ما أشاهده ومدى تأثيره على المجتمع وعلى الرغم من أن البعض سيقول أنني أضخم هذا الموضوع إلا أن النتائج التي توصلت لها لا يختلف عليها اثنان إلا لو أن أحد القراء يرى أن هذه النتائج هي من التحضر والمدنية والرقي،

الدروس المستفادة من المسلسلات والأفلام
الدرس الأول
تعليم الأولاد كيف يرُدُون بفجاجة وسوء أدب على أهلهم في حالة توجيه أي لوم أو نصيحة أو أوامر رادعة ذلك بأن هذا ليس من حق الأهل وإنما حرية شخصية للأبناء وأفضل رد على تجاوز الأهل هو الرد بقوة ومحاسبة الأب والأم عن كل نفس زائد حتى لا يكرروا ذلك، ونصيحة للأبناء إن لم ينفع مع أهلكم السب وسوء الأدب اتركوا لهم البيت و”سيبوهم يولعوا”.

الدرس الثاني
حق كل بنت تجاوزت سن الثانية عشر من عمرها في أن يكون لها صديق، مع بعض الدروس لتعليم كيفية اقامة هذه العلاقة وكيفية الحفاظ على سريتها حتى لا يعلم الأهل عنها شيئا.

الدرس الثالث
حق البنت التي تجاوز عمرها الثانية عشر “أيضا” – كتطور طبيعي يناسب سنها – في أن تلبس الملابس التي تبرز مفاتنها وتظهر بأفضل صورة أمام الشباب لأن هذا هو رصيدها عند الناس وهذه هي أفضل طريقة تظهر بها في المجتمع وتحقق أعلى انجازات.

الدرس الرابع
المخدرات حق لكل شاب وهذا شئ طبيعي يجب على الناس اعتياده، فهو حق مشروع مثل الأكل والشرب وهو حق الكيف، وفي هذا الاطار تجد شرح عملي للطرق المختلفة لتناول المخدرات بأنواعها.

الدرس الخامس
أن يزني الرجل المتزوج ده شئ طبيعي ولا يخلو منه مسلسل أو فيلم، أما أن يتزوج بأخرى حاشى وكلا وتقوم الدنيا ولا تقعد والنقاد يكتبون والزوجات يعترضون. مع ملاحظة أن الزوجة الثانية يجب أن تكون فتاة غير محترمة، هذا من وحي خيال الكاتب طبعا على أساس أن الزواج الثاني شئ أصلا غير محترم فلا تقبله إلا مثل هذه النماذج المنحرفة.

الدرس السادس
الحياة صعبة فمن أين يأتي البطل الفقير بالمال حتى يصرف على أمه المريضة وأخته الـ … وأخوه الـ .. وكل الطرق سدت في وجهه، أخي الشاب إن وقعت في ضائقة فاسرق من أقرب جيب لك، فلك الحق في ذلك، الدنيا صعبة حنعمل ايه، وهذا هو الطريق الحلال لذلك طالما أنك لا تجد مال يكفيك.

الدرس السابع
متابعة الافلام تعطيك تحديث مستمر لجميع الانحرافات الجديدة في المجتمع ولو كانت بين فئات قليلة، ذلك حتى يتعلم الشباب كل ما هو جديد ولا يظل يعيش في موضة قديمة.

الدرس الثامن
من الدروس المستفادة تَعَلُم الجديد الذي طرأ على اللغة العربية العامية الحديثة وأبرز المصطلحات التي يتداولها الشباب الصايع والتي تَطَوَع نخبة كبيرة من السمكارية والسباكين والسائقين والعاطلين في مقاهي العشوائيات ونخبة من أفراد قاع المجتمع وبذلوا أقصى جهودهم للحفاظ على لغتنا العربية من الضياع ومن دخول المصطلحات الأجنبية عليها.

الدرس التاسع
الارتقاء بذوق المشاهد من خلال ابراز الرفه الزائد حتى أصبح الشاب الفقير يحلم باقتناء موبايل ولو دفع كل ما معه ولم يبقى في جيبه قوت يومه ولو كان مريضا بعدة أمراض ويحتاج المال لكن طبعا الموبايل أَوْلَى وذلك حتى يشعر أنه شابا طبيعيا مثل جميع الشباب.

الدرس العاشر
العلم والدراسة وهذا الكلام الفارغ لن يدفعك إلا إلى الوراء فاعتمد على الفهلوة لأنها تجعلك تصل إلى لقمة أسرع بكثير من الشهادات، فالشهادات والعلم مضيعة للوقت، وقد حرص الاعلام على ابراز نماذج كثيرة أضاعت عمرها في العلم حتى دفنت نفسها تحت الكتب، وذلك كتوجيه للمُشاهد كي لا يقع فيما وقع فيه هؤلاء الأغبياء أقصد العلماء.

الدرس الحادي عشر
الكبار وُجِدوا في الدنيا حتى يُضحِكونا وهم أفضل مادة للسخرية والدعابة، ولو لديك أحدا من كبار السن في عائلتك وكان غنيا وجب عليك أن ترثه بالحيا، وإن كان فقيرا ارمه في الشارع لتوفير نفقاته فهو يستهلك أكل وشرب كل يوم، تخيل!!!! ألا يكفي أنه عاش كل هذه الدنيا، ما كفايا عليه بقى، ارمي في أي مكان وجميع ممتلكاته حق لك، وخطؤه من البداية أنه لم يمت وحده، لذا يمكنك الضغط عليه بعض الشئ فيموت من القهر الذي تسببت له فيه وياحبذا لو كان أبوك أو أمك.

الدرس الثاني عشر
عايز تبقى متدين؟؟ سهلة، أطلق اللحية والبس الجلباب وعامل الناس بسخافة وكبر وكل ما حد يقولك حاجة قوله حرام، وطالما وصلت لهذا الشكل فأنت ارهابي، أما أجمل صورة للتدين إن البنت المعتدلة تجد طريقها بحرية للديسكوتك مع زملائها الأفاضل، وتنطلق بحرية إلى أعماق البحار بالمايو، سواء بيكيني أو عادي لا يهم المهم الأخلاق، المهم اللي جوه، اللي بره دي كلها مظاهر فارغة، أما الرجال معتدلي التدين لا تخلو بيوتهم من ميني بار، والصديقات البريئات معه في كل مكان.

والكثير والكثير …………

والكثير والكثير …………

أسئلة النهاية

احنا ليه بنتفرج على الكلام الفارغ ده؟؟؟؟؟؟

ولينا عين بعد كدة نسأل احنا وصلنا للحال ده إزاي؟؟؟؟

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب