العلاج بالجاز!!!!

كتبته داليا رشوان

الجاز هو أحد أهم المواد التي يفضل وجودها في المنزل وقد يكون له آثارا لا تتخيلها. فالكيروسين أو الجاز معروف بقتل الحشرات ولكن تأثيره ممتد لأبعد من ذلك.

الجاز هو أحد مشتقات البترول واسمه الكيروسين ولكنه معروف في مصر باسم الجاز وفي مناطق أخرى من العالم باسم البارافين.

أنواعه تتراوح حسب النقاء بدءاً من الكيروسين الأبيض وزيت البارافين والجاز الذي نستخدمه في البيت والسولار ووقود الطائرات. كل ما سبق هو جاز لكن بدرجات نقاء أو خليط مختلف. أما التربنتين فتركيبته قريبة من الجاز لكنه يشتق من النبات وليس من البترول

الجاز مادة هيدروكربونية غير مضرة للاستخدام الظاهري ولكن يأتي رد فعل البعض له بسبب استخراجه من البترول ووجود شوائب فيه مثل القطران.

الفرق بين الجاز والفينول (الديتول والفينيك)

الجاز سام إذا شربه الشخص أو حقنه في الدم أو الجسم ولكنه ليس مميت وذلك مقارنة بالفينولات التي ستتسبب في حالة تسمم فوري وقد تقتلك.  سمية الجاز تسبب خراريج أو تقيحات أو قرح عند شربها.

نلاحظ أن في الماضي انتحر كثير من الناس بمادة الفينيك على سبيل المثال، لأن الفينولات قاتلة عند شربها عن طريق الخطأ (في حالات الأطفال على سبيل المثال) لكن لا يوجد حالات انتحار بالجاز لأنه غير قاتل، كما أن به ميزة أخرى تجعل شربه عن طريق الخطأ صعب، وهو أنه عند شربه ينشط آلية القيء فلا يستطيع الإنسان أن يشربه بسهولة لأنه سيتقيء رغما عنه.

وقد يتعجب البعض من ذكر مسألة الشرب أو الحقن مع الجاز لأن الثقافة العربية تربطه بالشعر فقط ولكن هذا حدث بالفعل في الدول الأوروبية بعدما اكتشفوا أن للكيروسين نتائج إيجابية جدا في العلاج والوقاية من الأمراض. وفي الطب الشعبي الأوروبي يعالج الآباء احتقان اللوزتين بغمس قطن الأذن (قطعة الخشب الرفيعة الملتصق بطرفها قطعة من القطن) في كيروسين أبيض ولمس لوزتي الطفل يوميا كنوع من التطهير السطحي لها، وكانت تشفى بالفعل.

وقد يصيب بعض الناس التي تعاني من حساسية بتهيج الأغشية المخاطية في الرئة إذا استنشق بكمية، كأن يدخل الجاز في الأنف وينزل على الرئة أو يستنشق بكمية كبيرة على مدى طويل مثل ما يحدث للعاملين في مصانع البترول أو الورش التي تستخدم الجاز بكثرة، وذلك على الرغم من أن بعض الناس يعالج إصابات الرئة باستنشاق نوع نقي من الكيروسين لاستخدام خواصه القاتلة للبكتيريا والفيروسات والفطريات علاجيا.

الجاز مادة غير مسرطنة (والفينولات أيضا غير مسرطنة) ولكنها قد تسبب في حالات قليلة هياج للأغشية المخاطية عند ملامستها بشكل مستمر أو بكثرة لأشخاص يعانون من الحساسية للمادة، ولكن معظم الناس لا يتأثرون به. وبالطبع قابليته للاشتعال يجعله خطر خاصة إذا تم استخدامه في بيت به شخص مدخن.

استخداماته

الكيروسين قاتل للباكتيريا الضارة والفيروسات والفطريات والحشرات بشكل فعال جدا ومن مميزاته أنه على الرغم من هذه الفاعلية القوية إلا أنه لا يؤثر على الباكتيريا المفيدة مثل الديتول الذي يقتل كل شيء، لذا فإن فائدته في التنظيف كبيرة لأنه يحد من انتشار العدوى والحشرات في المنزل.

واستخدمته ربات البيوت في بعض الدول الأوروبية مثل إنجلترا وفرنسا لتنظيف البيت خاصة أثناء فترات انتشار الأوبئة للحد منها لما له من خواص مطهرة.

والجاز الأبيض كان يستخدم في الماضي في تطهير الجروح تماما مثل البيتادين والكحول.

الجاز أو الكيروسين يزيل أيضا الدهون من السيراميك بالمطبخ ومن الشفاط بشكل فعال جدا.

الكيروسين أو الجاز له تأثير واضح على الشعر فإلى جانب أنه قاتل لحشرات الرأس فهو أيضا قاتل للفطريات والطفيليات التي قد تصيب الشعر وتسبب سقوطه بسبب التعرق ووجود رطوبة في الشعر لمدد طويلة خاصة في الصيف. ويكون الجاز فعالا أيضا في معالجة تقصف الشعر وضعفه ويمكن إضافته على كريم شعر حتى لا تكون رائحته ظاهرة.

التربنتين وهو نوع أكثر نقاءا من الكيروسين يستخدم مع العسل كدهان لإزالة آلام المفاصل.

يعالج الجاز والتربنتين فطريات الأظافر وذلك بدهن الظفر المصاب مرتين يوميا حتى تختفي الإصابة ويعالج فطريات القدم أيضا ولكن عموما علاج الفطريات يأخذ وقتا طويلا حتى مع استخدام مضاد فطريات قوي.