إسلاميةمفاهيم إسلامية

العدل

13159العدل

كلمة تعني أنك ستأخذ حقك .. وستعطي الآخرين حقوقهم

كلمة تبعث في داخلك الإستقرار والإطمئنان

كلمة تساوي بين الجميع

كلمة تدفع الناس للسعي ليقينهم بأن جهودهم لن تضيع

قال تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) – المائدة

۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) – النساء

۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) – النساء

وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (181) – الأعراف

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) – النحل

من هذه الآيات وغيرها مما لم أورده نرى أن العدل هو ما جاء الدين من أجله، وهو أمر من الله مباشر لنا علينا أن نقِيمه في حياتنا كلها لا يُستثنى منه عاصِ أو ظالم أو من هو على غير الإسلام ولا تستثنى فيه ظروف خاصة، فقد جعل الله تعالى في الإسلام إعتبارات لجميع الحالات والظروف.

إذا اختل ميزان العدل تنتج المعادلة ظالما ومظلوما مهما كانت درجة الخلل بسيطة ومهما كان الظلم من وجهة نظر المراقب بسيطا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مؤمن يشاك شوكة فما دونها إلا قص به من سيئاته

وقال: لا يصيب المؤمن من وصب ولا نصب حتى الهم يهمه والشوكة يشاكها إلا كفر به من سيئاته

ولكن تهاون الناس في الظلم ولم يعد يحرك قلوب المسلمين، لم يعد للظلم قيمة والجميع يمر عليه ويقول “وماذا في ذلك”، “إنه يستحق ما حدث له”، فلو فعل كذا أو كذا ما كان حدث له ذلك”.               

كل هذه اللا مبالاة تجاه مظالم الآخرين تستمر حتى يصيب الظلم الشخص ذاته، وقتها لا يجد من يتعاطف معه كما لم يتعاطف هو مع غيره، ليُكوى بالنار التي تركها تأكل غيره.

كثيرا ما أسمع الناس يتساءلون ويبحثون عن ما يفعلون لإرضاء الله وكأنهم يبحثون عن وسيلة أخرى غير ما هو واضح وثقيل أمام أعينهم ليريحوا بها ضمائرهم فلا يجدوا إلا الصلاة والصيام لتريحهم من هذه الأوجاع.

تجد الشخص متجاهلا حقوق من حوله ولا يعبأ إلا بنفسه ويحافظ على الصلاة والصيام، وكأن الصلاة لم تعد تنهى عن الفحشاء والمنكر بل أصبحت تعين عليهما، لأن المصلي لم تعد صلاته تقربه من الله فيزداد خشية وحياءاً منه سبحانه بل أصبحت تريح ضميره بعد سوء عمله وتشعره أنه مصلي وقريب من الله بالإيحاء فيفعل ما يريد خارج المسجد ويأتي للصلاة ليمحي بها ما فعل.

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) – العنكبوت         

هذه الآية تبعث على القلق في نفوس من يريد حقا تقوى الله، يأمر الله فيها الناس بقراءة القرآن وإقامة الصلاة مع تأكيد المقصد من الصلاة وهو أن تنهى عن الفحشاء والمنكر وأن ذكر الله في هذه الشعائر وفي الحياة عامة أكبر من مظاهر فعل الصلاة وقراءة القرآن، معنى ذكر الله أن تفعل كل شئ وأنت تبتغي فيها مرضاة الله وتستشعر فيها مراقبته، واختُتِمت الآية بأن الله يعلم ما تصنعون، أي أن مظاهر هذه الشعائر قد تخدع الناس لكن الله يعلم حقيقة ما تصنعون من ورائها، لذا فإن مظاهر أعمالكم لن تخدع الله.

زاد الناس تهاونا في حقوق البشر وزاد هروبهم إلى الصلاة والصيام لإقناع أنفسهم أحيانا قبل إقناع الناس أنهم من الصالحين، وكأن شيئا لم يكن، متجاهلين حقيقة أن التوبة من الظلم من شروطها رد المظالم (إن كان الشخص هو الذي ظلم)، وأننا قوم فضلنا على الأقوام الأخرى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (إن كان ممن شهد الحدث).

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) – آل عمران

زادت أيضا شكوى الناس من بعضهم البعض. الكل يشتكي ويطالب بحقوقه ولا أحد يعبأ بحقوق الآخرين، ولكن نظام الدنيا لا يسير بهذا الشكل، أنت لم تأت في الدنيا لتأخذ بل لتعطي وعينيك على الآخرة، تعرف أنك ستأخذ فيها حتى ترضى، وتعرف أيضا أن الله لا يضيع أجر المحسنين، وأن للمؤمن حسنة في الدنيا قبل الآخرة، لذا فإنك تركز على العطاء وأنت مطمئن لأجرك حتى لو أبخسك الناس إياه، فإن حقك عند الله لا يضيع أبدا. هذا من ناحية أما من ناحية أخرى، فإنك إذا أعطيت دون سؤال عن ما ستأخذ وشرحت ذلك لأبنائك وزوجتك أو لأصدقائك وكيف يكون الأجر من الله كنت قدوة للآخرين وربما تبعك أحدهم فتكون قد أرسيت قواعد العطاء داخل مجتمعك.

ولكن من الطبيعي أن ينتشر الظلم في هذا الزمن فبداية الظلم أنانية ومحاولة تلبية إحتياجات الذات دون الإهتمام بأن هناك شخص آخر له إحتياجات أخرى. ومن بعد الأنانية طمع ثم كبر ثم صفات لا نهائية بعيدة تماما عن ديننا وما حث عليه من مكارم الأخلاق.

يحتاج الناس أن يعقلوا أن الإنسان لا يستطيع أن يرتقي وحده بل أكبر رقي له يأتي مع رقي جميع من حوله لذا فإن تدميره لغيره حتى يعلو هو قصور تام في الرؤية وهي آلية محدودة النتائج قد تؤتي ثمارها لوهلة قصيرة جدا ثم ما تلبث أن تفشل فشلا ذريعا وتهبط بالمجتمع أجمعه.

من يريد أن يرتقي عليه أن يرقى بنفسه وبغيره.  

إذا أراد الإنسان أن يقيم العدل مع من حوله فإن أول ما يُمَكِّنُه من ذلك هو أن يبحث عن أداء ما عليه قبل أن يطالب بما له؛ أن يتخلص من تركيزه على نفسه وإحتياجاته وأن يتفهم إحتياجات الآخرين. ما يسهل مثل هذا الأمر هو ببساطة أن يتخيل نفسه في محل من أمامه ليتفهم كيف يشعر الآخر. مثل هذا الفكر يحتاج إلى قدرة على تحييد النفس وإرادة إحقاق الحق ولو كان ضد المصلحة الشخصية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

بالنسبة لشخص إعتاد الأنانية فإن مثل هذا المطلب شديد الصعوبة ولكن من يريد أن يتغير إنما يحاول ويصبر ثم بعد برهة يعينه الله على ما يريد.

قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) – التوبة

كي يعيد الإنسان النظر في الأسلوب الذي يعيش به وحقوق الآخرين التي في ذمته وكيف تعامل معها من قبل يحتاج إلى بعض السكون والهدوء الذي يعينه على التأمل وإسترجاع المواقف والتفكر فيها ولو لفترة وجيزة يوميا أو كل عدة أيام. ولكن معظم أوقاتنا فقدت هذا السكون ولم يعد هناك وقت مناسب للتفكر فإما ضوضاء وإما أحاديث لا تنفع ولكن تضر.

مثل هذا الهدوء يحتاجه المرء لإعادة حساباته كل فترة ولعرض الأحداث على ذهنه وتقييم رد الفعل والدوافع الحقيقية من ورائه.

التفكر في سنن الله في خلقه جزء لا يتجزأ من ديننا، فقد أمرنا الله أن نفهم الدنيا بالتفكر فيما يحدث فيها وفي سنن الله التي تتكرر عبر الزمان سواء على نطاق ضيق وهو نطاق الفرد أو نطاق واسع وهو نطاق المجموعات أو الدول أو الأمم لأنها سنن ثابته، نحتاج فقط لأن نقارن القرآن بما حدث في التاريخ وما يحدث في زماننا في كل مكان قريب أو بعيد.      

أمرنا الله أن نتفكر في سننه حتى نتعلم حقيقة ما يدور في الدنيا ويكون لنا حكم أكثر حكمة وصواب على الأمور من حولنا فنقترب من العدل.

قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) – آل عمران

يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) – النساء

وقال الله تعالى أن سننه ثابتة عبر الأزمان لا تتبدل

سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) – الأحزاب

سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) – الفتح

سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)- الإسراء

اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) – فاطر

إقامة العدل قد تكون في مواقف يومية كثيرة وليس كما يظنه البعض حكرا على القضايا والنزاعات الكبيرة؛ هو سلوك يومي تفصل فيه بين الناس أو تعامل به من حولك.

ولكن من يقرر يوما أن يأخذ خطوات جادة في إقامة العدل من حوله يقع في بعض الصعوبات التي قد تجعل منه في النهاية ظالما وهو لا يدري، وكأنه وضع نفسه في مأزق لا يعرف من أين له الخروج، فإذا دخل هذا المأزق بثقة مفرطة في نفسه ذهب في مهب الريح ولا أمل في أن يعود، لأن الثقة المفرطة تقطع على الإنسان خط مراجعة الحسابات، أما إذا تروى وجاهد وحيد إنفعالاته واستعان بالله وحاول أن يلزم ما أمره الله به من حقوق مهما كانت العوائق والمخاوف دون تحيز لطرف على حساب آخر فقد تجاوز أول إختبار من الله له. فكل خطوة يخطوها الإنسان من أجل تغيير إيجابي يزعم به أنه يسعى لتحقيقه يبتليه الله فيه ليقيم الحجة عليه إذا كان صادقا أو كاذبا، فإن صدق كانت الزيادة والتيسير وإن كذب كان الإستدراج.

أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) – العنكبوت

لذا تخف صعوبة هذه العملية مرة بعد مرة، ذلك أنه كلما أثبت الإنسان بعمله ونيته أنه يبحث حقا عن إقامة العدل لله فإن الله ييسر له السبيل ويحميه من الوقوع في ظلم حتى يرتفع إلى منزلة أن يحكم بأمر الله وكأنه جندي من جنود الرحمن دون أي جهد يذكر إلا في الحفاظ على إخلاص النية، لذا فربما كان أول قرار لإقامة العدل هو الأصعب.

إذا كانت وساطتك بين طرفين فإن أول الصعوبات التي تعيق إقامة العدل بشكل كامل هو الإنحياز للطرف الذي تحبه أو تميل إليه أو أن تجامله على حساب حدود الله.

أو أن تقرر مَن الظالم ومَن المظلوم دون أن تعرف التفاصيل كاملة من الطرفين فتختلط عليك الأمور فتظلم المظلوم وتساعد الظالم.

أحيانا ما يركز الشخص على الطرف الظالم ليس لأنه يميل إليه بأي شكل ولكن لأنه الطرف الذي يثير الإنتباه أو يخشى الوسيط أن يظلمه من بغضه لأفعاله فيعامله بعدل، فيأخذ كل تركيزه وينسى أو يصيبه تراخي تجاه الطرف الآخر المظلوم لأنه يتقي الله ولا يرفع من صوته أو يشتكي.

قد لا يصدق البعض هذه المعادلة ولكنني شهدتها عدة مرات، حيث يركز الوسيط الذي جاء ليضع حدا للحقوق مع الظالم فيعطيه جميع حقوقه ويبخس حقوق المظلوم، حتى لا يسع المظلوم إلا أن يقول للوسيط ياليتك ما تدخلت، فيرد الوسيط “وماذا أفعل كان يجب أن أعطيه حقوقه”، وكأن المظلوم ليس له حقوق، وحاله لا يجبر الوسيط على أن يكون شديدا على الظالم قويا في أخذ الحق وإعطاؤه لمستحقه.

فإذا هادنت الظالم لمجرد أنه مسلم ومطلوب أن تتقي الله فيه فإعلم أن رسول الله قد نصر يهودي على مسلم حين ظلم الثاني الأول، لذا فأصعب ما يجب أن تواجهه بينك وبين نفسك هو كيفية الموازنة في العدل بين الظالم والمظلوم.

قد يتعجب البعض أن بعض الحقوق تؤخذ بمواقف صارمة، فالمتعارف عليه أن معنى التقوى والإيمان يترجم إلى الخنوع والخضوع. على الناس أن تعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مثل حد السيف في الحق ورد المظالم لذا فمن يدافع عن الحق عليه لا أن يكون فظا ولكن صارما لا يقبل التهاون ولا يخشى إلا الله.

من السهل أن تكون عادلا مع ظالم فأي معاملة بالحسنى ستفي وفي كثير من الأحيان لا يحتاج منك إلا وقفة صارمة، أما من يتسم بالخلق فكلما زاد إحسانه في معاملتك كلما فرض عليك الإرتقاء لمستواه حتى تكون عادلا معه.

وفي النهاية، إن تلخيص تحقيق العدل بين الناس في سطور قليلة شئ ظالم لكل مظلوم فهي عملية معقدة مهما ظهرت بساطتها في بعض الأحوال، لكننا في أشد الحاجة للتذكرة برد المظالم وعدم السكوت عنها في وقت إجتاح الظلم فيه دولنا العربية حتى بين أقرب الناس إلى بعضهم البعض. وكم من مظالم ترتكب بإسم الدين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب